يحدث الآن- ناديا القطب
أعلن المؤرخ الإسرائيلي لي موردخاي أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، بعد أن جمع تقريرًا منهجيًا واسع النطاق يوثق قائمة طويلة من جرائم الحرب المرتكبة منذ بدء غزو إسرائيل العام الماضي في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2023.
وباستخدام تقارير شهود العيان، ومقاطع الفيديو، والمقالات، والصور، وأدلة شهود العيان، والمواد التحقيقية، التي سجلها جنود إسرائيليون، أنتج المؤرخ ما وصفه لهآرتس بأنه "التوثيق الأكثر منهجية وتفصيلاً باللغة العبرية (وهناك ترجمة باللغة الإنجليزية أيضًا) لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة".
ومن بين أكثر الحوادث المروعة التي وثقها مردخاي هي إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي على امرأة فلسطينية مع طفلها بينما كانت تلوح بعلم أبيض، وسحق فتيات جائعات حتى الموت أثناء الوقوف في طابور للحصول على الخبز، ورجل فلسطيني مكبل اليدين يبلغ من العمر 62 عامًا دهسته دبابة إسرائيلية، وغارة جوية استهدفت أشخاصًا يحاولون مساعدة صبي جريح.
وتتضمن قاعدة البيانات آلاف مقاطع الفيديو والصور والشهادات والتقارير والتحقيقات التي توثق الفظائع التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة، حيث قُتل أكثر من 44500 فلسطيني خلال الحرب.
ويضيف مردخاي أيضاً قسماً عن "وسائل الإعلام والدعاية والحرب"، مشيراً إلى أن الحرب الحالية "تم تمكينها وتسهيلها من خلال جهود إعلامية ضخمة لتشكيل الخطاب في إسرائيل وكذلك في الغرب - في دول مثل الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا".
ونشر المؤرخ الوثيقة لأول مرة في يناير/كانون الثاني، وينشر نسخًا محدثة منها منذ ذلك الحين.
وقال لصحيفة هآرتس: "شعرت أنني لا أستطيع الاستمرار في العيش في فقاعتي الخاصة، وأنها مسألة حياة أو موت، وأن ما يحدث كان كبيرًا جدًا ويتناقض مع القيم التي نشأت عليها هنا".
وفي تقريره، يؤكد مردخاي صحة أرقام الوفيات التي نشرتها وزارة الصحة في غزة. وبحسب المؤرخ فإن الادعاءات بأن هذه الأرقام مبالغ فيها لا أساس لها من الصحة، وحتى الحكومة الإسرائيلية تتعامل مع بيانات وزارة الصحة على أنها دقيقة.
ومردخاي هو أستاذ مشارك في الجامعة العبرية في القدس، والذي شغل أيضًا زمالة في جامعة برينستون في الولايات المتحدة، ونشر تقريرًا بعنوان "الشهادة على حرب إسرائيل وغزة" والذي يبلغ طوله في ترجمته الإنجليزية 124 صفحة ويحتوي على أكثر من 1400 حاشية.