تدوين-يحدث الآن
الإبادة التي ارتطبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والعدوان الذي شنه على لبنان، تركا أثراً في نفس الفنان البريطاني، توم يونغ، فجسدهما بمجوعة لوحات رسمها بريشته لتكون نوافذ تُطل على الواقع وتجسد قصصاً قد لا ترويها الكلمات.
إنها إذاً مجموعة من اللوحات تحمل اسم "جذور" تُعرض منذ 15 آذار/مارس الجاري، داخل "الحمام الجديد" في مدينة صيدا القديمة، جنوبي لبنان، وهو الحمام التراثي، الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 300 عام.
وتُعرض المجموعة الجديدة جنباً إلى جنب مع سائر مجموعات المعرض، الذي يستكشف التاريخ السلمي للمبنى، كمكان للقاء المتناغم لأشخاص من خلفيات إثنية متنوعة.
وتستضيف قاعة المدخل الكبرى عدداً من الحفلات الموسيقية الحية، كما فعلت على مدار الأعوام الأربعة الماضية في شهر رمضان.
وقدم الفنان البريطاني توم يونغ، عبر لوحات زيتية، رؤية فنية عميقة تستحضر الذاكرة، من خلال أعماله التي تروي حكايات الألم والصمود والأمل.
وتضم المجموعة رسوماً متنوعة، مثل أشجار الزيتون القديمة، والدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في جنوبي لبنان وقطاع غزة.
وتستكشف مجموعة "جذور" شعور الانتماء إلى الأرض، التي تظل صامدة على رغم الحرب على مدار الشهور الماضية.
وقال يونغ، في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية، إن الفكرة من لوحاته هي إرسال رسالة دعم للشعبين اللبناني والفلسطيني من جراء الصدمة والظلم اللذين أصاباهم بسبب الإبادة في غزة والعدوان الأخير على لبنان، عبر رسم حقيقة ما حدث، ليعرفه الناس.
وأضاف: "أريد إرسال رسالة ثقافية لرسم التناقض بين الظلم والأمل، لأن هناك اتصالاً بين الفكرتين"، موضحاً أنه "في إحدى اللوحات رسمت شجرة الزيتون المهمة لأبناء الجنوب اللبناني والدمار في المنازل الذي تسببت به الحرب، لأظهر هذا التناقض، وللقول إن هناك ربيعاً بعد الشتاء، وإن الناس صامدة".
من جهته، قال صاحب "الحمام الجديد"، ورئيس "مؤسسة شرقي للإنماء والابتكار الثقافي"، سعيد باشو، إن معرض "جذور"، الذي أطلقته المؤسسة خلال شهر رمضان، هو أحدث نشاط للمؤسسة خلال العام الجاري.
ولفت باشو إلى أن الهدف من المعرض هو تسليط الضوء على المعاناة التي مر فيها الناس خلال الإبادة في غزة والعدوان على لبنان على مدار 18 شهراً، مؤكداً أن أهمية المعرض "تكمن في أنه يجسد معاناة الإنسانية، ويسلط الضوء على نقطة أساسية، وهي انتماء الإنسان إلى أرضه. لذلك، أطلقنا اسم جذور على المعرض الذي افتتحناه في 15مارس/آذار الحالي، ويستمر إلى ما بعد شهر رمضان".