تدوين- يحدث الآن
أعلنت، مساء أمس الخميس، اللّجنة المُنظِّمة لـ"الجائزة العالمية للرواية العربية" (المعروفة بـ"البوكر العربية") عن فوز رواية "صلاة القلق" للروائي المصري محمد سمير ندا (1978) بالدورة الثامنة عشرة من الجائزة لعام 2025.
ووصفت رئيسة لجنة التحكيم الناقدة المصرية منى بيكر الرواية بأنها "توقظ في نفس القارئ أسئلة وجودية، وتجعل من القراءة تجربة حسّية، كما أنّ لها أبعاداً تتخطّى الجغرافيا لتلامس المشترك الإنساني".
وكانت لجنة التحكيم قد اختارت رواية "صلاة القلق" من بين مائة وأربع وعشرين رواية ترشّحت للجائزة لهذه الدورة باعتبارها أفضل رواية نُشرت بين تموز/ يوليو 2023، وحزيران/ يونيو 2024، وصل منها إلى القائمة القصيرة - إلى جانب الرواية الفائزة - خمس روايات هي: "دانشمند" للموريتاني أحمد فال الدين، و"وادي الفراشات" للعراقي أزهر جرجيس، و"المسيح الأندلسي" للسوري تيسير خلف، و"ميثاق النساء" للبنانية حنين الصايغ، و"ملمس الضوء" للإماراتية نادية النجار.
الرواية توقظ في نفس القارئ أسئلة وجودية، وتجعل من القراءة تجربة حسّية، كما أنّ لها أبعاداً تتخطّى الجغرافيا لتلامس المشترك الإنسان
وضمّت لجنة تحكيم الجائزة: الأكاديمي اللبناني بلال الأرفه لي، والمترجم الفنلندي وسامبسا بلتونن، والناقد المغربي سعيد بنكراد، والناقدة والأكاديمية الإماراتية مريم الهاشمي، بالإضافة إلى رئيس مجلس أمناء الجائزة ياسر سليمان - معالي، ومنسّقة الجائزة فلور مونتانارو.
محمد سمير ندا كاتب مصري من مواليد عام 1978 في مدينة بغداد، حيث عاش سنوات طفولته الأُولى، قبل أن تستقرّ عائلته في مصر بين عامَي 1984 و1990، ثمّ في طرابلس الغرب حتى عام 1996. حاصل على بكالوريوس من كلّية التجارة. صدرت له ثلاث روايات؛ هي: "مملكة مليكة" (2016)، و"بوح الجدران" عن "منشورات إيبيدي" (2021)، و"صلاة القلق" عن "دار ميسكلياني" (2024). وهو ابن الكاتب الراحل سمير ندا (1938 - 2013).
حول الرواية
تدور الرواية حول قرية منسية يهزّها انفجار غامض لجسم مجهول عام 1977، ما يؤدى إلى تحولها إلى مكان مغلق يعيش فيه السكان صراعاتهم الخاصة. فمن جهة، هناك المتمرّدون الذين يطالبون بالحرية، ومن جهة أخرى، الطغاة الذين يُحكمون سيطرتهم على الجميع.
الرواية لا تسير زمنياً إلى الأمام فقط، بل تعود بالقارئ إلى الوراء، لتسلّط الضوء على مرحلة صعبة تمتد من نكسة عام 1967 حتى لحظة الانفجار. يُروى الحدث الرئيسي في القرية من خلال ثماني شخصيات مختلفة، مما يشكل فسيفساء سردية غنية ومتناغمة.
وعلى مستوى أعمق، تطرح الرواية تساؤلات جوهرية حول من يكتب التاريخ فعلاً: هل هو السلاح والحديد، أم أصوات التمرّد التي لا تموت؟ وماذا يعني لنا عام 1977؟ هل هو موت المعنى والفن، أم انكشاف زيف السلام والمصير؟ لتصبح "قرية المناسي" رمزًا لجيل مشوّه ومخدوع.