الخميس  12 حزيران 2025

نشأة الصهيونية الأدبية: كتاب جديد يكشف كيف أسهم الأدب في شرعنة الاحتلال وتغييب الفلسطينيين

2025-06-11 05:09:55 AM
نشأة الصهيونية الأدبية: كتاب جديد يكشف كيف أسهم الأدب في شرعنة الاحتلال وتغييب الفلسطينيين

تدوين-إصدارات 

أصدرت الكاتبة والباحثة التركية بيرين بيرسايغلي موت كتابًا جديدًا بعنوان "نشأة الصهيونية الأدبية" تتناول فيه مساهمة 30 أديبًا وكاتبًا في السردية الصهيونية الجماعية.
وجاء في تقديمه:
"تم إعلان قيام دولة إسرائيل رسميًا في 14 أيار/ مايو 1948. غير أن هذا الحدث لم يكن مجرد نتيجة سياسية، بل كان في الوقت نفسه تجليًا واضحًا لصراع أدبي وثقافي استمر لعقود من الزمن. لم تكن الأدبيات الصهيونية مجرد وسيلة لنقل الأيديولوجيا، بل أسست لها، وعززتها، وشكلتها، وساهمت بشكل كبير في تحقيق حلم إقامة الدولة.
وقد كانت كل هذه الأدبيات بمثابة أجزاء من سردية صهيونية جماعية. كما أن البحث عن الهوية في الروايات الصهيونية، والحنين إلى الأرض في القصائد، وأنماط "الإنسان المثالي الجديد"(!) في المسرحيات، كلها أقنعت ملايين الناس في مختلف أنحاء العالم بشرعية الصهيونية، أي بخدعة كبرى.
ويتناول هذا الكتاب الموضوعات التالية: نشأة الأدب الصهيوني؛ أوائل ممثلي الأدب الصهيوني؛ الأدب الصهيوني حتى تأسيس إسرائيل.
وإن الأدباء الذين تم تناولهم في هذا الكتاب أسّسوا صحفًا ومجلات ودور نشر لتقوية سرديتهم. وكان الهدف من جميع كتاباتهم وأعمالهم واحدًا: إعادة توجيه الذهن أولًا إلى فلسطين، ثم تحويل هذا التحول إلى واقع مادي. ولهذا السبب صوّروا فلسطين دائمًا كأرض فارغة، بلا شعب. أرض بلا مالك، ولا تاريخ. لأن الأرض لا يمكن أن تصبح "وطنًا يجب العودة إليه" إلا إذا تم تقديمها على أنها فارغة.
لكن في الواقع المغيّب عن هذا السرد، كانت هناك مدن ذات تراث عريق، وشعب حي، وثقافة متجذرة. غير أن الكتّاب الصهاينة جعلوا من الشعب الفلسطيني غير مرئي أدبيًا، ومن ثم تاريخيًا. لقد لعبوا دور أداة سياسية، ومهندسين ذهنيين، بل ومؤسسين من نوع خاص في طريق تأسيس دولة إسرائيل. أعادوا تشكيل الجغرافيا ذهنيًا، ومنحوا الصهيونية شرعية ادعائها على تلك الأرض.
يسعى هذا الكتاب إلى توضيح كيف يمكن أن تطغى السرديات المختلقة على الحقيقة. لقد كان محاولة قراءة تُظهر ما كُتب، وما تم تجاهله. والآن، يبقى السؤال الأصعب: عندما تتحول السردية الأدبية إلى كابوس لشعبٍ بأكمله، هل لا يزال بإمكاننا تسميتها "أدبًا"؟".