الخميس  07 آب 2025

لا بريد إلى غزة.. رواية ترصد تعقيدات الحياة في القطاع

2025-08-07 01:36:51 AM
لا بريد إلى غزة.. رواية ترصد تعقيدات الحياة في القطاع
رواية لا بريد إلى غزة

تدوين-إصدارات 

صدرت حديثا، عن دار الآداب للتوزيع والنشر، رواية لا بريد إلى غزة للكاتب محمد جبعيتي.

تتناول الرواية قصة جلال مطر، الشاب الغزّي الذي يعمل، كما والده، في حفر القبور، ويهوى رياضة الباركور. وتستعرض الرواية محطات حياته المليئة بالأحلام والخيبات، وتطرح بأسلوب جريء أسئلة حول تعقيدات الحياة في قطاع غزة.

وتغوص الرواية في تفاصيل الحياة اليومية في القطاع، من أفراح الناس وآلامهم، إلى قصص الحب والآمال المجهضة، كما تسلط الضوء على مظاهر الوحشية والرعب التي يعيشها السكان.

من أجواء الرواية
بينما كان الآباء الآخرون يأخذون أبناءهم إلى السّوق أو شاطئ البحر، حرصَ والدي على أن أواظب الذهاب إلى المقبرة. إنَّها المهنة التي أكلنا منها خبزنا المشبع برائحة الموت.
صرتُ عندما أقابل الناس أنظر إليهم على أنَّهم مشاريع موتى، ومثلما يقيس الخيَّاط أجساد الزبائن بعينَيْه ليفصِّل لهم الملابس الملائمة، تخيَّلتُ مقاسات القبر المناسب لكلِّ واحدٍ منهم.
تكدَّست القبور في مخيِّلتي، واتَّخذتُها لعبتي المُفضَّلة، أُمضي في ممارستها وقت فراغي. وحدها أمِّي عجزتُ عن حفر قبرٍ لها، بقيتْ نائيةً عن أيِّ احتمالٍ للموت، لكنْ يحدُث أن أتخيَّلها تمشي في جنازات الآخرين ملمومةً على نفسها، تستر وجهها بطرف منديلها الأبيض، بينما الدموع تهطل غزيرةً من عينَيْها المنتفختَيْن.