السبت  16 آب 2025

مهرجان تورونتو يتبّنى رواية الجلّاد

2025-08-16 07:18:39 AM
مهرجان تورونتو يتبّنى رواية الجلّاد
يأتي القرار بعد ضغوط من لوبيات إسرائيلية وكندية

تدوين- أحمد أبو ليلى

أثار قرار مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF) بعرض فيلم وثائقي إسرائيلي جدلاً واسعاً، خاصة بعد تراجعه عن قرار سابق بإلغاء عرضه. ويُتهم المهرجان بتبني رواية أحادية الجانب وتجاهل السياق الأوسع للصراع، مما يثير تساؤلات حول معايير المشهد الثقافي الغربي.

الفيلم المثير للجدل: رواية الجلاد

يعرض المهرجان فيلم "The Road Between Us: The Ultimate Rescue"، وهو وثائقي يركز على رواية إسرائيلية حصرية لأحداث 7 أكتوبر 2023. يروي الفيلم قصة جنرال إسرائيلي يصف بطولاته في إنقاذ عائلته خلال هجوم المقاومة الفلسطينية. يأتي قرار العرض بعد ضغوط مكثفة من لوبيات إسرائيلية وكندية تحت مسمى "حرية التعبير" و"رفض إسكات الأصوات اليهودية".

وكان المهرجان قد أعلن عن مخاوف أولية تتعلق باستخدام مقاطع فيديو للمقاومة الفلسطينية و"اعتبارات السلامة الأمنية" من احتجاجات محتملة، قبل أن يتراجع عن قراره.

منصة لتلميع الاحتلال وتهميش الضحية

يتجاهل الفيلم بشكل كامل السياق الأوسع للصراع، بما في ذلك العدوان الإسرائيلي على غزة الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني، والحصار الخانق الذي يتسبب في أزمة إنسانية كارثية. وبدلاً من تسليط الضوء على هذه الحقائق، يركز الفيلم على قصة فردية في محاولة لتثبيت صورة إسرائيل كضحية، مع إخفاء جرائمها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.

ازدواجية المعايير في المشهد الثقافي الغربي

يكشف قرار مهرجان تورونتو السينمائي عن ازدواجية معايير واضحة في المؤسسات الثقافية الغربية. ففي الوقت الذي يتم فيه تجاهل وتهميش الأفلام التي تروي قصص الفلسطينيين وتكشف فظائع الاحتلال، تفتح الأبواب على مصراعيها للأعمال التي تتبنى الرواية الإسرائيلية. وهذا يعكس توجهاً ثقافياً يكرس الرواية الأقوى إعلامياً وسياسياً، وليس الأصدق أو الأعدل.

إذا كانت السينما "جسراً للحوار" كما يدعي المهرجان، فإن هذا الجسر يبدو أنه يُبنى في اتجاه واحد. فبينما يتم تعزيز رواية "الجلاد"، تُسد الطرق أمام أصوات "الضحايا"، مما يثير تساؤلاً حول الدور الحقيقي للثقافة والفن في نقل الروايات الإنسانية المعقدة.