السبت  23 آب 2025

مسيرة النضال الشعبي في القدس (1917–2025): إصدار توثيقي جديد يرصد قرنا من المقاومة

2025-08-21 12:59:01 AM
مسيرة النضال الشعبي في القدس (1917–2025): إصدار توثيقي جديد يرصد قرنا من المقاومة
"مسيرة النضال الشعبي في القدس العاصمة 1917–2025" لـ د. نائلة الوعري

تدوين-إصدارات 

صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، كتاب "مسيرة النضال الشعبي في القدس العاصمة 1917–2025" للمؤرخة نائلة الوعري.

يقع الكتاب في 408 صفحات، ويُعد مرجعا توثيقيا وتحليليا يُعيد قراءة الأحداث من قلب الميدان، من خلال سردية الشعب والمؤسسات المدنية في مواجهة سياسات التهجير والتهويد.

يعرض الكتاب مقاربة جديدة لقراءة النضال الشعبي في القدس، عبر تتبّع تاريخي وجغرافي يُبرز التحولات التي طرأت على أدوات المقاومة، وارتباطها بالواقع السياسي والاجتماعي خلال قرن من الزمن.

كتب المؤرخ جوني منصور مقدمة تاريخية تفصيلية بعنوان "النضال الشعبي مقاومة، وبقاء"، سلّط فيها الضوء على أهمية الكتاب من خلال تحليل أكاديمي معمّق، مؤكدا أنه يشكل مرجعا أساسيا لدراسات مستقبلية تتناول النضال في القدس.

كما كتب البروفيسور إيلان بابيه، مدير المركز الأوروبي للدراسات حول الشرق الأوسط في جامعة إكستر، كلمة الغلاف الخلفي للكتاب، شدد فيها على أهميته بوصفه شهادة حيّة وموضوعية لمسيرة شعب لم يرضخ، موضحا أن الكتاب يوثق لأكثر من قرن من المقاومة الشعبية الفلسطينية، لا سيما في مدينة القدس.

يتناول الفصل الأول المساحات الجغرافية التي احتضنت الفعل الشعبي، ويُظهر كيف تحوّلت مناطق مثل البلدة القديمة، باب العامود، باب الأسباط، الشيخ جراح، سلوان، جبل المكبر، بيت حنينا، العيسوية، الطور، وشعفاط إلى محاور مركزية في النضال، مرتبطة بالهوية المقدسية.

أما الفصل الثاني، فيتناول المرتكزات التي قام عليها النضال الشعبي، ومنها الوعي الجمعي المقدسي، الإرث الديني والوطني، الدور الريادي للعلماء والمثقفين، العلاقات الاجتماعية، والشعور بالمسؤولية تجاه المدينة.

ويركّز الفصل الثالث على البُعد المفاهيمي للحراك الشعبي، مؤكدا على مركزية القدس في المشروع الوطني الفلسطيني، ورفض الاحتلال ومشاريع الطمس، واعتبار الحراك تعبيرا عن الإرادة الشعبية.

ويستعرض الفصل الرابع الأدوات غير العنيفة التي استخدمها المقدسيون في المقاومة، مثل الاعتصامات، الإضرابات، المقاطعة، المسيرات، سلاسل الصلاة، حملات التواصل الاجتماعي، والأنشطة الثقافية والفنية، مع تطورها تبعًا للسياق الميداني.

أما الفصل الخامس، فيُبرز الطابع الجماهيري للحراك، ودور النساء والشباب وطلاب الجامعات ورجال الدين واللجان الشعبية، مشيرا إلى اتساع القاعدة المجتمعية ومساهمة المرأة في الميدان والإسناد.

ويتناول الفصل السادس دور المؤسسات المدنية والدينية والتعليمية والصحية والإعلامية، التي أسهمت في دعم النضال الشعبي رغم غياب السلطة الفلسطينية عن المدينة، متطرّقا إلى التحديات التي واجهتها، مثل الإغلاق والتجفيف المالي والتضييق الإداري.

ويُختتم الكتاب بدراسات تطبيقية توثق أبرز المحطات النضالية، منها معركة باب الأسباط (2017)، اعتصامات باب الرحمة، انتفاضة باب العامود، معركة حي الشيخ جراح وسلوان، والتنسيق مع غزة في أيار/مايو 2021، لتقدّم صورة تفصيلية عن دينامية الحراك وتفاعل الشارع المقدسي داخليا وخارجيا.