"من فلسطين": نافذة جديدة على الإبداع الفلسطيني في مهرجان ليكس الدولي للكوميكس

تدوين-يحدث الآن 

أعلن مهرجان ليكس الدولي لفن القصص المصورة (LICAF) عن إطلاق برنامجه الجديد بعنوان "من فلسطين"، ضمن فعاليات دورته السنوية التي تُقام في مدينة بونيس-أون-ويندرمير البريطانية، خلال الفترة من 26 إلى 28 أيلول 2025.

يسلّط البرنامج الضوء على الإبداع الفلسطيني في مجال القصص المصورة، ويحتفي بعدد من الفنانين من غزة والضفة الغربية، في مبادرة فنية وإنسانية تهدف إلى إيصال صوت الفلسطينيين من خلال الفن، وإبراز سردياتهم الخاصة بعيدا عن القوالب النمطية.

من غزة إلى العالم: إطلاق أعمال فنية جديدة

يتضمن البرنامج إطلاق ثلاثة أعمال قصصية جديدة لفنانين فلسطينيين من غزة، تُنشر للمرة الأولى بالتعاون مع مهرجان LICAF. وتأتي هذه الخطوة استكمالا لما بدأه المهرجان سابقا عبر نشر العمل المصوّر "صفاء والخيمة" للفنانة صفاء عودة، والذي تُرجم إلى الإنجليزية على يد المترجمة ندى هديلي.

تتميّز هذه الإصدارات الجديدة بدمجها السرد البصري العميق مع التجربة الفلسطينية اليومية، وستكون متاحة للبيع خلال أيام المهرجان، مع التأكيد على أن كافة العائدات ستذهب مباشرة إلى الفنانين الفلسطينيين المشاركين، دعما لحقهم في التعبير والعيش من خلال الفن.

محمد سباعنة و"30 ثانية من غزة"

ويتصدر برنامج المهرجان إطلاق الكتاب الجديد للفنان الفلسطيني محمد سباعنة بعنوان "30 ثانية من غزة"، الصادر مؤخرا باللغة الإنجليزية عن دار النشر الأمريكية Olive Branch Press.

يعتمد سباعنة في هذا العمل على توثيق بصري دقيق، مستلهم من مقاطع مصورة نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يلتقط من خلالها لحظات إنسانية سريعة وعميقة، مرشحة للحذف أو الحظر في ظل الرقابة المتزايدة.

لا يُعد "30 ثانية من غزة" كتابا مصورا تقليديا، بل هو شهادة فنية حية على الصمود الفلسطيني، ومحاولة لتثبيت الذاكرة الجمعية في وجه النسيان القسري والقمع. ويُقام حفل الإطلاق الرسمي للكتاب ضمن فعاليات المهرجان، ويُقدّمه الناقد والمحرر المتخصص بول غرافيت.

يقول محمد سباعنة: "كاريكاتيراتي لا ترصد الألم فقط، بل تسجل إصرار الإنسان الفلسطيني على البقاء. الفن قادر على إظهار ما يسعى المستبدون إلى محوه من الذاكرة الجماعية".

"قصصات": أنطولوجيا رقمية من شباب فلسطين

في إطار مشروع "من فلسطين"، يُطلق مهرجان LICAF أنطولوجيا رقمية جديدة بعنوان "قصصات"، وهي نتاج معسكر صيفي أقيم في بيت لحم خلال آب 2025، بمشاركة 13 فنانا فلسطينيا شابا. يأتي هذا المشروع بالتعاون بين مهرجان القصص المصورة الدولي ومجموعة Power Group في بيت لحم، وبدعم من مؤسسة Amos Trust البريطانية.

قاد الورشة الفنية الفنانة البريطانية مولي راي بالشراكة مع فنانين محليين، وأسفرت عن إنتاج مجموعة قصص مصورة قصيرة تُجسّد مشاهد من الحياة الفلسطينية اليومية، بأسلوب عصري يدمج بين السرد البصري والإبداع الفني.

"قصصات" ليست مجرد مشروع فني، بل مساحة حرة للتعبير عن تجارب الشباب الفلسطيني، من خلال سرد بصري شخصي يتجاوز القوالب النمطية.

الفنانون المشاركون هم: هنا إبراهيم محني، داليا نضال دار عبد الحي، تولين هنا عسّامري، شهد عز الدين الرزة، نرمين أنيس ناعسة، ناتالي الز، كارما إيهاب البرغوثي، ورد نايف الحنطولي، مجد رفعت وهبة، عبد الرحيم معتز زلوم، محمد ماجد الرعي، وديمة إياس نصار.

وسيحضر سليمان مكركر، المؤسس المشارك لـPower Group، لإطلاق هذه الأنطولوجيا خلال المهرجان، حيث سيتم توزيع نسخة مجانية منها على جميع الحضور في الجلسة المخصصة لها.

"استراتيجيات البقاء" و"طقوس الانتظار": روايتان من غزة

كما يشهد المهرجان إطلاق عملين فنيين جديدين يسلطان الضوء على التجربة الغزية من زوايا إنسانية وفنية غير تقليدية:

- "استراتيجيات البقاء" للفنان والمخرج الرسومي عبود ناصر، وهو عمل بصري مؤثر ومجرد يستعرض تجربة الإنسان الغزي في إعادة بناء حياته من الصفر، بعيدًا عن الصور النمطية المعتادة للحرب والدمار. يرصد ناصر، من خلال رسومه، تفاصيل الحياة اليومية كنوع من التأمل في معنى البقاء.

يقول: "لا أرسم من أجل الشفقة. هذه المشاهد ليست لتصوير الحرب، بل لفهم معنى الحياة عندما تُجبر على خلقها من جديد".

أما العمل الثاني فهو "طقوس الانتظار" للفنان خالد جرادة، المقيم في باريس، والذي يقدّم أول رواية مصورة طويلة له بتقنية فنية مبتكرة على هيئة كتاب "أكورديون"، يطوي الزمن والمكان في سرد بصري دقيق ومشحون بالتأمل. جاء هذا العمل بإشراف فني من الفنانة البريطانية لوسي سوليفان، ويشارك جرادة في المهرجان عن بُعد للحديث عن تجربته ومراحل تطوير المشروع.

رسالة إنسانية وثقافية

تؤكد جولي تيت، مديرة مهرجان LICAF، على البُعد الإنساني العميق لبرنامج "من فلسطين"، قائلة: "في وقت يمر فيه العالم بمرحلة من القلق والانقسام، يشرفنا أن نُسلّط الضوء على هذه الأصوات الفلسطينية الجريئة، التي تنقل رسائل الأمل والمقاومة عبر الفن. منذ انطلاق المهرجان عام 2013، ونحن نلتزم بإبراز الإبداع القادم من الهامش والاحتفاء بالمبدعين من خلفيات متنوعة. وهذا العام ليس استثناء".

لمزيد من المعلومات حول مهرجان LICAF وبرنامجه الثقافي، يمكن زيارة الموقع الرسمي