الأربعاء  01 تشرين الأول 2025

رواية "اللعب بالجنود": نافذة مفتوحة على سرّ مغلق

طارق عسراوي يكتب الحارة كنص مضاد للاحتلال والاختزال

2025-10-01 01:44:53 AM
رواية
طارق عسراوي

 

تدوين- سوار عبد ربه

في روايته "اللعب بالجنود"، يعيد الكاتب الفلسطيني طارق عسراوي رسم ملامح مدينة جنين في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال عدسة المراهقة، واللعب، والسر الذي يبدأ من نافذة مفتوحة، وينتهي كاتفاق صامت يعم المدينة بأكملها.

تلك النافذة، التي بدت في ظاهرها مستباحة، كانت في جوهرها مدخلا عميقا لتشكل الوعي، واكتساب مهارات الرصد، والتحايل، والكتمان، إلى جانب شغب طفولي يتكشف لاحقا كفعل مقاومة لا شعوري، أو كغريزة فلسطينية فطرية تدفع الطفل إلى التصرف دون تخطيط، في تعبير مبكر عن "مهارة البقاء" التي تتجاوز الفرد لتصبح فعلا جمعيا مشتركا.

فما يبدو في ظاهره أفعالا بريئة وعادية، لا يلبث أن ينكشف عن طبقات معقدة من المعنى والتوتر، لأن الحياة تحت الاحتلال تحرم "العادي" من أن يظل عاديا. وهكذا يتحوّل اللعب إلى مقاومة، والسر إلى شراكة، والبراءة إلى سؤال سياسي مؤجل.

صدرت الرواية عام 2024 عن دار تكوين في الكويت ودار طباق في رام الله، وفازت ترجمتها الإنجليزية مؤخرا بجائزة PEN Presents، التي يمنحها مركز English PEN، بالشراكة مع مؤسسة جائزة بوكر، دعما لترجمة الأدب من دول "الأغلبية العالمية".

حملت الترجمة عنوان Playing with Soldiers، ووقعتها المترجمة البريطانية أنعم ظفر.

في السطور التالية، حوار مع طارق عسراوي عن الرواية، والكتابة، والحارة، والاحتلال، والنساء، والسر الذي ظل مغلقا حتى النهاية.

تدوين: الرواية قصيرة نسبيا، لكنها غنية بالتفاصيل، تغطي مرحلة الثمانينيات بكل أبعادها الاجتماعية والسياسية. كيف وازنت بين هذا الكم من التفاصيل، وفي الوقت نفسه حافظت على إيجاز النص؟

عسراوي: لم أتعمد منذ البداية أن تكون الرواية قصيرة أو طويلة، بل تركت النص يفرض إيقاعه الخاص. ومع تطور الكتابة، وجدت أن التكثيف كان هو الشكل الأنسب للحكاية، وأن السرد الموجز قد أوفى القصة حقها دون إخلال. فالرواية القصيرة بطبيعتها تقوم على إبراز حدث مركزي واحد، وكل ما لا يخدم هذا الحدث يصبح فائضًا عن الحاجة.

صحيح أن هناك الكثير مما يمكن قوله وكتابته عن جنين في تلك الحقبة، باعتبارها نموذجًا فلسطينيًا يعكس ما كان يجري في عموم فلسطين، غير أنني لم أرَ أن هذه الرواية هي المساحة المناسبة لتوسيع ذلك الطرح. فضّلت أن تبقى مركّزة على الحكاية التي أردت سردها، دون أن أثقلها بتفاصيل خارج إطارها.

تدوين: تصف في البداية جنين الخضراء، قبل أن تكشف الرواية عن تغيّر ملامحها لصالح البنايات. تقول: "جنين هي جنين، والتغيير على السطح فقط". لكن ماذا عن الأجيال التي لم تعرفها إلا بحلتها الجديدة؟ كيف يمكنها إدراك حجم التحول؟

عسراوي: جنين، في جوهر الحكاية، لم تتغير. فالسلوك الجمعي فيها ظل ثابتًا ما دام الاحتلال قائمًا، وما دامت حاجة الناس إلى التماسك في مواجهة الظلم حاضرة. التغيرات التي طرأت على ملامحها بفعل الحداثة، وانتقالها من طابعها الريفي إلى شكل المدينة، بقيت في جوهرها سطحية أكثر منها جوهرية. فما زالت روحها المتمردة على الخضوع حية، ولم تنجح الأدوات المفروضة منذ الاحتلال في تطويعها أو ترويضها. وكأن الرفض المستمر بات جزءًا أصيلاً من هوية المدينة، مهما اختلفت أشكاله عبر الزمن.

وهذا يمتد أيضًا إلى الأجيال الجديدة؛ فمع أن الزمن يبدّل الأدوات ويغير أشكال التعبير عن الرفض، إلا أن المضمون يظل على حاله. في نظري، لم يمس التحول العمق الحقيقي، بل اقتصر على تبديل “المفردات”، فيما بقيت “الجملة” نفسها قائمة بمعناها الجوهري.

ولذلك، فإن إدراك حجم التحول لا يتوقف على رؤية الصورة القديمة، بل على وعي الاستمرارية في المعنى الذي لم يتبدل.

تدوين: تبدأ الرواية بفضول مراهقين تجاه جسد المرأة، ثم تنكشف طبقات أعمق: الاحتلال هو الحقيقة الكبرى، والرغبة مجرد هامش مؤجل. كأن الفلسطيني يُجبر على الاصطدام بواقعه حتى في مراهقته. كيف ترى هذا التصادم؟ وهل يمتد تأثير الاحتلال ليشمل أعمق جوانب حياة الفلسطيني، حتى البيولوجية منها؟

عسراوي: يمكن القول إنّ الاحتلال لا يقتصر على وجوده العسكري المباشر أو حضوره المادي الصارخ في الشوارع والحواجز، بل هو أعمق من ذلك بكثير. إنّه يتسلّل إلى فطرة الأشياء الفلسطينية، إلى مصادر الوعي الأولى: في التلفاز وصياغة الخبر والجريدة، في مناهج المدرسة، في رئيس البلدية وفي الاقتصاد، وحتى في خوف الآباء وأساليب تربيتهم لأبنائهم.

الاحتلال يتسلّل إلى فطرة الأشياء الفلسطينية، إلى مصادر الوعي الأولى

فالاحتلال يعيد تشكيل المخيّلة منذ الطفولة، ويزرع في الوعي الجماعي حذرًا دائمًا، بحيث يغدو الإنسان الفلسطيني متوجّسًا من أبسط مغامراته الصغيرة. وهكذا يتحوّل الاصطدام معه إلى قدر يومي لا يوفّر حتى أكثر الجوانب حميمية وبديهية في الحياة.

تدوين: ترسم الرواية خطين متوازيين؛ الحياة الاجتماعية بكل تفاصيلها اليومية، وحياة تحت الاحتلال. النساء وثرثرتهن، الجيران، العزائم، ألعاب الطفولة... كل هذا يبدو بسيطا، لكنه في الرواية ليس عشوائيا، بل رد فعل على واقع الاحتلال. كأنه هو من يرسم ملامح المجتمع، والمجتمع يستجيب. كيف يتحول الاحتلال إلى الثابت، والمجتمع إلى المتغير؟

عسراوي: في زمن الرواية كان المجتمع منسجمًا مع المكان، وتحديدًا مدينة جنين وما يحيطها من طبيعة، حيث بدت الحياة أشبه بمرج ابن عامر: حياة بسيطة، خضراء، مشبعة بالأصوات والروائح الرعوية. وسط هذا الصفاء بدأ الشغب يتسلل عبر ألعاب الأطفال، وهي أكثر صور العفوية والنقاء في الإنسان. غير أنّ هذا الشغب لم يكن مجرد عبث طفولي، بل ضرورة فرضها الواقع، وجعلت من تفاصيل الحياة اليومية مشتبكة على الدوام مع دافعٍ كامن للرفض والمقاومة.

واللافت أن الحدث في الرواية يسير بشكل تلقائي نحو ما هو بديهي، حتى نجد أنفسنا أمام سؤال جوهري: هل كانت المقاومة فعلًا مدروسًا ومخططًا له نابعًا من قرار جماعي، أم أنها جاءت كفعل عفوي طبيعي لا يمكن الفكاك منه، كردّ مباشر على وجود الاحتلال ذاته؟

تدوين: في بداية الرواية، تظهر ابتهال كامرأة جميلة، شقراء، ذات عينين ملونتين وشعر مسدول. لكن مع تقدم الرواية، نجدها أقرب إلى المرأة الفلسطينية التقليدية: ترتب المؤونة، تحفظ سر زوجها، وتعيش في دائرة حماية له. لماذا بدأت بصورة غير نمطية لامرأة فلسطينية، وانتهيت بصورة مألوفة؟

عسراوي: لا أرى أن الشكل الخارجي يحدد سلفاً سلوكيات الإنسان أو مكانته، بل إن السلوك هو الذي يكشف عن جوهر الشخصية. والسلوك النمطي للمرأة الفلسطينية ليس تراجعاً أو انغلاقاً، بل هو تعبير حضاري متقدم؛ فهي مكوّن أساسي وفاعل في حركة المجتمع الفلسطيني، سياسياً واجتماعياً.

ابتهال في الرواية تمثل هذا النموذج: امرأة عاملة، مثقفة، جادّة، تشارك زوجها نضاله، وتحتمل غيابه، وتحفظ سرّه. هذا الحضور لم يكن عابراً، بل هو لبّ شخصيتها ودورها في مسار الرواية. أما ظهورها الأول كامرأة جميلة، شقراء، ذات حضور مختلف، فجاء من منطلق فنيّ ــ لضرورات السرد الروائي. فقد كانت أول الشخصيات التي تطالع القارئ، فجاءت بوصفها “خطّافاً” يشدّ الفضول ويثير التساؤل، قبل أن تنكشف تدريجياً صورتها الحقيقية الأقرب إلى المرأة الفلسطينية المألوفة، بما تحمله من قوة وصلابة وانتماء.

تدوين: اللعب والشغب تبدوان ممارسات طفولية عادية، لكنها تتحول إلى فعل مقاومة وطني غير واعٍ يترسخ مع الوقت. هل ترى أن هذه الغريزة الوطنية فطرية عند الطفل الفلسطيني، أم أنها مهارات يتعلمها من واقع الاحتلال؟

عسراوي: اللعب والشغب في الرواية يبدوان للوهلة الأولى ممارسات طفولية طبيعية، لكنهما ينموان في سياق اجتماعي خاص. فشخصيات الرواية تتحرك في فضاء يبدو اعتيادياً، غير مقصود، إلا أنّ حضور الاحتلال الكامن في تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية يولّد رفضاً فطرياً لوجوده. هذا الرفض لا يحتاج إلى وعي مبكر بقدر ما ينبع من الفطرة التي ترفض القيد والهيمنة.

وقد سعيت في الرواية إلى أن أضع هذا الوجود الاحتلالي في الخلفية لا في الواجهة، كأنّ هناك رغبة دفينة في محوه من المشهد المباشر. أردت أن يظهر سلوك الأبطال في إطار حياتهم الطبيعية، فتكشف الطفولة عن براءتها وشغبها ولعبها كما لو أنها تجري في عالم طبيعي، فيما يبقى الاحتلال ظلاً ثقيلاً لا بد أن ينعكس على هذه الحياة.

تدوين: تعبير "اللعب بالجنود" الذي اخترته كعنوان، لا ينفصل عن تعبير "الحفلة" الذي يستخدمه الشبان لوصف اقتحام الجيش، وكأن الفلسطينيين طوروا قاموسا شعبيا خاصا بهم. لماذا تعتقد أن الفلسطيني يستخدم هذه المصطلحات ذات الدلالات الترفيهية كوسيلة لــ "تجاوز" واقع الاحتلال أو التحايل عليه؟

عسراوي: أرى أن تعبير “الحفلة” يرتبط أكثر بجيلٍ أكبر سناً من جيل أبطال الرواية، وهو يعكس قدرة الفلسطيني الدائمة على تدوير اللغة وإعادة استخدامها بما يتناسب مع حياته اليومية وظروفه المتبدلة. هذا التلاعب بالمفردات ليس عفوياً فقط، بل ينبع أيضاً من موروث ثقافي عريق يقوم على تجميل المأساة وتخفيف وطأتها، حتى يتمكّن الإنسان من تجاوزها والاستمرار في العيش.

التلاعب بالمفردات ينبع من موروث ثقافي عريق يقوم على تجميل المأساة وتخفيف وطأتها

أما اختياري لعنوان “اللعب بالجنود” فقد جاء من جهتين: أولاً، باعتباره العتبة الأولى للنص، أي أنه يؤدي وظيفته الفنية في شدّ القارئ وإثارة فضوله. وثانياً، لأنه يعكس واقعاً اجتماعياً سائداً خلال زمن الانتفاضة الأولى، حيث كانت مواجهة الجنود ــ في نظر الأطفال والفتيان أحياناً ــ أقرب إلى لعبة محفوفة بالمخاطر، لكنها تكشف في عمقها عن مقاومة بريئة وفطرية.

تدوين: تقول في الرواية: "لو أن الزمن لم يفعل أفاعيله... الزمن؟ لا، الاحتلال فحسب". هل ترى أن الاحتلال يعيد تشكيل مفهوم الزمن لدى الفلسطيني؟ وكيف يعبث بوقته اليومي؟

عسراوي: صحيح أن الاحتلال لم يكتفِ بإعادة تشكيل الزمن الفلسطيني، بل عطّله وأفقده قيمته أيضًا. لقد تحوّل الزمن في ظل الاحتلال إلى ما يشبه العصا العالقة في دولاب الحياة، فتبدّد العمر في انتظارٍ لا ينتهي: انتظار على الحواجز، انتظار لفتح معبر، لانتهاء حظر تجول، أو للعثور على طريق بديل.

ولطالما استوقفتني فكرة أن جنود الاحتلال على الحواجز لا يكبرون؛ نحن لا نراهم كأفراد بهويات متغيّرة، بل كصورة واحدة للاحتلال ذاته. فمنذ وُجدت الحواجز، ظلّ الجنود في أعيننا كما هم: بالعمر نفسه، بالهيئة نفسها، فيما نحن نكبر ونشيخ، وكأنهم صورة ثابتة في ذاكرة القمع، بينما الزمن يواصل عبثه بنا وحدنا.

تدوين: في الرواية، يُرهق تميم وزياد والدهما، وجميل بدوره مرهق من والده المفيد. وفي الحالتين، يظهر أن هذا الإرهاق عائد لانعكاسات الاحتلال على الحياة الاجتماعية. لدرجة أن التدخين يصبح سرا قابلا للاعتراف مقارنة بأسرار أخرى، وأن البصق في كأس ماء يقدم للأب يبدو مبررا لأنه جاسوس. كيف تتحول الأبوة إلى مرآة للواقع السياسي؟ وهل يمكن للاحتلال أن يُفرغ هذه العلاقة من معناها الطبيعي؟

عسراوي: العلاقة بين الابن وأبيه في الرواية تتجاوز الشكل الطبيعي للأبوة، لتعكس خصوصية التجربة الفلسطينية تحت الاحتلال. فقدمت الرواية نماذج متعددة: الأب الحاضر والواعي، الأب الغائب والمطارد، والأب المتخابر، لتُظهر التباينات داخل كل أسرة.

زياد مثلًا، رغم نشأته في بيت محافظ ووطني، عاش مراهقته سرًا عن والده، لكنه قدّم أسراره الصغيرة قربانًا لإخفاء السر الأكبر المتعلق بالاحتلال، وهو وعي فطري نابع من بيئة رافضة. أما جميل، فوعيه تَشكّل من حرمانه الأمان بسبب انحراف والده، ما كشف كيف أن المجتمع في زمن الانتفاضة الأولى كان يمتلك مناعة قوية ضد أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال.

تدوين: تقول في أحد المواضع إن السر عند أم زياد "بئر"، وعند أم تميم "نافورة". تبدو وكأنك تتعمد كسر النمط، وعدم تقديم صورة واحدة لنساء الحي. لماذا هذا التنوّع؟ وهل هو رد على نمطية الصورة النسائية؟

عسراوي: إنَّ هذا التباين بين الشخصيات ليس مجرد خيار سردي عابر، بل هو مرآة للواقع؛ فالناس لا يتشابهون في طباعهم وسلوكهم. ومن الناحية الفنية، تُعد هذه الفروقات عنصرًا أساسيًا في خلق علاقة تفاعلية حيّة بين القارئ وشخصيات الرواية، إذ تتيح له التماهي أحيانًا، والاختلاف أحيانًا أخرى، بما يثري تجربة التلقي.

وربما لا تكون الرواية قد قصدت الرد المباشر على الإعلام، غير أنها تُقدِّم ردًا ضمنيًا على محاولات الاختزال؛ فكما يُختزل الفلسطيني أحيانًا في صورة واحدة نمطية، تأتي الرواية لتكسر هذا القالب. إنها تُعيد رسم المشهد من خلال مقطع زمني بسيط تدور أحداثه في حارة فلسطينية، لكنه يفتح المجال لأصوات وطبقات وتجارب متعددة، تتجسد خصوصًا عبر نساء الحارة، ثم تمتد إلى بقية الشخصيات، لتمنح السرد تنوعًا إنسانيًا وعمقًا واقعيًا.

تدوين: المرأة في الرواية لم تكن مجرد شخصية، بل تحولت إلى مفتاح للسر، وبوابة لانكشافات متعددة تخص الشخصيات والمكان معا. لماذا كانت هي بالتحديد من تحمل هذا الدور؟

عسراوي: أضافت الرواية بعدًا آخر تمثل في الحارة بوصفها فضاءً جامعًا للأحداث، لكن حضور المرأة ظل محوريًا. قد تبدو العبارة نمطية إذا قيل إن المرأة شكّلت في النضال الفلسطيني شريكة حقيقية، لذلك لا حاجة إلى إطلاق شعارات؛ فشخصية ابتهال على سبيل المثال قامت بما هو مطلوب منها كزوجة للمطارد، وظهرت بصورة مختلفة عن أم زياد وأم تميم وأم جميل. بهذا قدّمت الرواية وجوهًا نسائية متباينة، تُغني السرد وتكشف تنوع التجربة.

تدوين: ظل سرّ ابتهال غامضا حتى النهاية، وكأنك تشارك شخصياتك في حمل هذا السر. هل كان هذا التماهي نابعا من خيار سردي منذ البداية، أم أنه حدث بشكل تلقائي، نتيجة لتأثرك بالمشهد الفلسطيني، حتى بات من الطبيعي أن تحمل السر معهم دون أن تقرر ذلك فعلا؟

عسراوي: بدأت الكتابة بعد أن تبلورت الفكرة العامة للرواية في ذهني، لكن ما إن دخلت عالمها حتى وجدت أن الشخصيات والأحداث تمتلك قوتها الخاصة، وتجرني إلى طرق لم أكن أخطط لها. أحيانًا كان ذلك يحدث بعفوية كاملة، وأحيانًا أخرى رغماً عني، فأستسلم وأقول لنفسي: دعنا نرى إلى أين سيقودني هذا المسار. وهكذا، صار النص يكتب نفسه بقدر ما كنت أكتبه.