تدوين- راما الحموري
في تداخل لافت بين عالم الأدب والسياسة الدولية، استغلت الكاتبة الأسترالية ميشيل دي كريتسر منصة تتويجها بجائزة أدبية كبرى للمرة الثانية هذا العام، لتطلق هجوماً لاذعاً على موقف الحكومة الأسترالية من الإبادة في غزة.
فقد اختتمت دي كريتسر خطاب فوزها بـجائزة رئيس الوزراء الأدبية للرواية يوم أمس في المكتبة الوطنية في كانبيرا، بهتاف "الحرية لفلسطين".
إدانة "التواطؤ الغربي" و"جرائم الحرب"
في خطاب قبولها الجائزة الجديدة، أعادت دي كريتسر التأكيد على موقفها الصارم الذي أعلنته سابقاً في مايو/أيار. ووجهت الكاتبة انتقادات مباشرة للموقف السياسي لحكومة بلادها، مشيرة إلى أنه يتسق مع "تواطؤ غربي" يدعم إسرائيل ويسمح باستمرار "جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة".
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تستغل فيها دي كريتسر احتفالية أدبية للتعبير عن موقفها. ففي حفل تسليم جائزة ستيلا، بدأت خطابها بالإشارة إلى أنها تتحدث من "أرض مسلوبة من شعب غاديغال"، وهم السكان الأصليون لأستراليا. ثم كرست النصف الثاني من حديثها لنساء وفتيات غزة، واصفة إياهن بـ"الضحايا اليوميين لـ**'الإبادة والتطهير العِرقي'** الذي ترتكبه إسرائيل بدعم مادي ودبلوماسي من أستراليا".
صمت الأكاديميين وتهديد الديمقراطية
وسّعت دي كريتسر نطاق إدانتها ليشمل الأضرار الداخلية لهذا التواطؤ، محذّرة من انعكاساته على الديمقراطية الأسترالية.
وأشارت إلى أن دعم أستراليا لإسرائيل لا يدمر فلسطين فحسب، بل يهدد حرية التعبير محلياً من خلال سياسات إسكات الأكاديميين والكتّاب. وذكرت الكاتبة أساليب قمع تشمل سحب التمويل وإلغاء العقود وسن قوانين رقابية تحول اللغة إلى أداة لتشويه الحقائق. وأكدت أن هدف هذا القمع يتركز على الفلسطينيين والسكان الأصليين.
الرواية الفائزة: فحص للفن والحياة
جاءت هذه التصريحات القوية مرفقة بالاحتفاء بروايتها النظرية والتطبيق، وهي عمل يتناول، ببراعة، التوتر بين المُثل العليا والتطبيق العملي.
تبحث الرواية في معنى فن الرواية وتقنياته، وتوسع تصورات ما يمكن أن يحتويه العمل الروائي. تدور أحداثها في عام 1986 حول بطلة تُنجز بحثاً أكاديمياً عن روايات فرجينيا وولف، وتُعالج موضوعات الرغبة والغيرة والحب، لترسم بذلك خريطة للثغرة بين النظرية والممارسة، وهو موضوع يبدو أنه يتردد صداه بقوة في خطاب الكاتبة السياسي.