تدوين-إصدارات
صدر حديثا عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي كتاب "كيف نعيد تركيب الحكاية" للكاتبة بيسان نتيل، بتصميم غلاف من تنفيذ عبير صوافطة.
ووفقا لما نشرته مؤسسة تامر، فإن الكتاب "يرسم خريطة وعي تقاوم الإبادة بالنص، وتواجه النسيان بالحكاية"، ويتنقل بين سيرة شخصية تمتد إلى بلدة المجدل التي هجرت منها جدة المؤلفة عام 1948، وسرديات حية للأطفال واليافعين الفلسطينيين من مخيمات النزوح في غزة.
وأضافت المؤسسة أن الكتاب موجه "للقراء من فتيان وفتيات ومن مختلف الأعمار، وللمعلمين والباحثين والمربين، بوصفه وثيقة إنسانية وتربوية تسهم في حماية الذاكرة من المحو، وتؤمن بأن القصة ضرورة من ضرورات البقاء".
من جهتها، قالت بيسان نتيل: "جدتي يسرى التي كانت تسرد علينا حكايات النكبة وهي بعمر العشر سنوات، وجدتي عائشة التي اختارت الصمت تعبيرا عن فاجعة البلاد… بين السرد والصمت، تولدت رواية أطفال نزحوا بعمر الأجداد".
وتابعت نتيل: "في خيام النزوح ومراكز الإيواء كنت هناك، أُصغي كما كنت أصغي لحكايات جدتي. لم يكن الأمر سهلا؛ احتجت أن أعيش الجرح ثلاث مرات: في اللقاء الأول حين استمعت إليهم، ثم في تفريغ التسجيلات، وأخيرا أثناء الكتابة. كنت أراهم في منامي، أسمع أصواتهم تناديني في الشوارع، ألتفت فلا أجدهم… ومع ذلك، كنت بأمس الحاجة إلى مجاورة، إلى سؤال يفتح لي النص على اتساعه. وكانت العزيزة ربا طوطح تلك المجاورة التي لا تكف عن السؤال".
وأضافت الكاتبة: "في خضم تجميع القصص الحياتية، كنت أبحث عن المعنى: كيف تغير مفهوم البيت، والشارع، والأرض، والسماء، والشجر خلال الإبادة؟ وكيف تحول ارتباطنا الوجداني بكل ذلك؟ يتشكل لدى الطفل الفلسطيني اليوم معنى جديد للحياة، يتجاوز اللعب والمدرسة والأحلام الصغيرة. في ظل الإبادة الجماعية التي نعيشها، ينضج الوعي مبكرا، ويصبح السؤال عن الغد فعلا من أفعال المقاومة".
وختمت نتيل: "وما بين نكبة 1948 ونكبتنا الحالية، نكتب ونوثق قصصنا الحياتية لتبقى شاهدا على ما ارتُكب بحقنا من مجازر، وشاهدا على حقنا في الوجود على أرض فلسطين التاريخية".