الجمعة  24 تشرين الأول 2025

"الدولة اليهودية ونُذُر النكبة الجديدة": أنطوان شلحت يقدم قراءة معمقة في المستجد الإسرائيلي

2025-10-24 01:35:38 AM
"الدولة اليهودية ونُذُر النكبة الجديدة: فصول في المستجد الإسرائيلي" لأنطوان شلحت

تدوين-إصدارات 

صدر حديثا عن المكتبة الأهلية في عمّان كتاب جديد للباحث والكاتب أنطوان شلحت بعنوان "الدولة اليهودية ونُذُر النكبة الجديدة: فصول في المستجد الإسرائيلي"، ويقع في 254 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثة فصول تتناول تطور المشروع الصهيوني، وتراجع اليسار الإسرائيلي، وتصاعد التهديد بوقوع نكبة فلسطينية جديدة.

ويشير شلحت في تقديمه إلى أن الكتاب يجمع ترجمات لدراسات ومقالات إسرائيلية تتناول أحدث التحولات في المشهد السياسي والاجتماعي داخل إسرائيل، موضحا أن الغاية من إصدارها في مؤلف واحد هي تقديم قراءة معمقة لهذه التحولات من داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

في الفصل الأول، يتناول المؤلف دراستين تبينان أن مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل سعى إلى إقامة "دولة يهودية" لا "دولة اليهود"، بما يحمله ذلك من دلالات دينية وسياسية. ويربط شلحت هذا النقاش بإقرار "قانون القومية الإسرائيلي" عام 2018، الذي نص على أن إسرائيل هي "الوطن القومي للشعب اليهودي"، ومنح اللغة العبرية صفة اللغة الرسمية الوحيدة، مؤكدا بذلك الطابع القومي والديني للدولة كما أرادها هرتزل.

أما الفصل الثاني فيتضمن ترجمة لدراسة تبحث في تراجع اليسار الصهيوني عن دوره السياسي والفكري، وتنازله عن قضايا السياسة والأمن لصالح معسكر اليمين. وترى الدراسة أن اليمين الإسرائيلي بات يحدد ملامح السياسة العامة، فيما يكتفي الوسط واليسار بالسير خلفه دون قدرة على التغيير، في ظل تصاعد الخطاب القومي والشعبوي.

ويضم الفصل الثالث ترجمات لمجموعة من المقالات التي تتناول تعامل إسرائيل مع النكبة الفلسطينية، وتحول اليمين الإسرائيلي من إنكارها إلى الاعتراف بها والتلويح بإمكانية تكرارها. ويشير شلحت إلى أن هذا الخطاب برز بوضوح في تصريحات مسؤولين إسرائيليين قبيل الحرب على غزة في 7 تشرين الأول 2023، التي وصفت بأنها تعيد إلى الأذهان ممارسات الصهيونية خلال نكبة عام 1948.

ويذكر شلحت أن هذه الترجمات أنجزت في إطار عمله ضمن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في رام الله، وقد نشرت سابقا بشكل متفرق، قبل أن تجمع في هذا الكتاب لتشكل رصدا متكاملا للتحولات السياسية والفكرية في إسرائيل خلال العقد الأخير.

ويخلص المؤلف إلى أن ما تشهده إسرائيل اليوم من صعود "اليمين الجديد" يمثل امتدادا لليمين التقليدي وتطورا له، إذ حافظ على توجهاته الأساسية وأضاف إليها نزعات أكثر تطرفا قوميا ودينيا، وهو ما جعل هذا التيار القوة المهيمنة في السياسة والمجتمع الإسرائيليين خلال السنوات الأخيرة.