الأحد 26 تشرين الأول 2025
تدوين-إصدارات
صدر حديثا عن دار Haymarket Books كتابا جديدا للمفكر والأكاديمي حميد دبّاشي بعنوان "بعد الهمجية: غزة، الإبادة الجماعية، ووهم الحضارة الغربية". ويقدم الكتاب، الذي كتب أثناء الإبادة الجماعية الجارية في غزة، قراءة فكرية حادة تكشف الإفلاس الأخلاقي للفلسفة الغربية ودورها في تبرير الاستعمار والإبادة الجماعية بحق الشعوب المستعمَرة.
ينطلق دبّاشي في عمله من تساؤل جوهري حول ما تبقى من النظريات التي نستخدمها لفهم العالم، ليبين أن ما يسمى بـ"الحضارة الغربية" قد استند إلى أسس عنصرية أدت إلى شرعنة محو الآخر. ويرى أن إسرائيل ليست استثناء من الغرب، بل هي جوهره ومجسده الأوضح، قائلا إن: "إذا كانت إسرائيل هي الغرب، وكان الغرب هو إسرائيل، فإن فلسطين هي العالم، والعالم هو فلسطين".
ويستند الكتاب إلى قراءات في الأدب والسينما الثورية ليؤكد أن "بؤساء الأرض يحتاجون إلى الشعر بعد الهمجية، وأن فلسطين هي فضاء الخيال المحرر."
يقع الكتاب في 304 صفحات ويجمع بين النقد الفلسفي واللغة الأدبية في معالجة عميقة للأسئلة الأخلاقية والسياسية المرتبطة بالحرية والعدالة والإنسانية.
وفي شهادة حول الكتاب، قالت فرانتشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة: "كتاب "بعد الهمجية" هو ينبوع من الحجج والأدلة التي تتجاوز المألوف وتمنح معنى كاملا لنقد فكرة 'الغرب وبقية العالم’، ولانتقادات المؤيدين لمحو إسرائيل الاستعماري الاستيطاني ضد الشعب الفلسطيني. إن فلسطين كاشفة للحقيقة إذ يفضح دبّاشي العنصرية غير القابلة للإصلاح الكامنة خلف ادعاء العالمية الذي تتبناه الأقلية العالمية (المعروفة بالغرب)، كما يوضح الطريق نحو التحرر الجماعي من نظام الفصل العنصري ونتائجه الإبادية. لقد دفعتنا الإبادة الجماعية في فلسطين إلى مفترق حاسم، بين الهاوية والأمل، حيث نملك الخيار في الحفاظ على ما تبقى من إنسانيتنا وإعادة بناء غزة وبقية فلسطين من رماد هذه الوحشية".
يذكر أن حميد دباشي هو أستاذ الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا بنيويورك، وأحد أبرز الأصوات الفكرية في نقد الاستعمار والإمبريالية الثقافية الغربية.
