منير الشعراني والابتكار في الخط العربي: قراءة جديدة بين التقليد والمعاصرة

تدوين-إصدارات 

صدر حديثا عن الفنان السوري منير الشعراني كتابه الجديد "رؤية فنية معاصرة للخط العربي"، الذي يمثل خلاصة تجربته الطويلة في تطوير الخط العربي وتحديثه، ويعكس رؤيته الفنية والفكرية كخطاط ومصمم بارز.

ويحتوي الكتاب على مقدمة كتبها الشعراني يوضح فيها منهجه الفني وإنجازاته في تأسيس وتطوير الخط العربي كفن مستقل ضمن مجال الفنون البصرية. ويعتمد منهجه على قراءة نقدية مبتكرة تختلف عن السرديات التقليدية المتعلقة بتاريخ الخط العربي النظري، وتطوره الجمالي، وتجلياته الإبداعية.

ويضم الكتاب أكثر من 100 لوحة خطية ملونة أبدعها الشعراني على مدار مسيرته الفنية، استخدم فيها مجموعة متنوعة من الخطوط، بعضها طوره جزئيا، وبعضها الآخر أعاد ابتكار أشكال الحروف وبنيتها، أو قام بإحياء الخطوط التقليدية وتحديثها بالكامل، بالإضافة إلى تصميم أشكال جديدة مستوحاة من الخصائص الجمالية للخطوط العربية.

ويعرف الشعراني بسعيه لتحرير الخط العربي من القيود التقليدية، ليمنحه مكانة ضمن الفنون البصرية المعاصرة، ويعتبر أعماله وسيلة للتعبير الفني والإنساني، لا مجرد كتابة زخرفية. وقد عرض أعماله في معارض دولية بارزة، مثل معرض Calligraphic Rhythms في لندن، وتضم مجموعاته متاحف عالمية في زيورخ وماليزيا وتونس.

ولد منير الشعراني عام 1952 في مدينة سلمية السورية، وتتلمذ على يد الخطاط محمد بدوي الديراني، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1977. عمل في بيروت خلال الثمانينات مصمما ومديرا فنيا لعدد من دور النشر، ثم واصل عمله في قبرص والقاهرة، حيث ساهم في تجديد جماليات الخط العربي واستخداماته على أغلفة الكتب والملصقات وربطه بالمضامين الفكرية والإنسانية الحديثة في اللوحة الخطية.

ويأتي الكتاب مكتوبا باللغة العربية مع ترجمات إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، كجزء من مشروع نشر مشترك بين خمس دور نشر عربية مستقلة، هي: دار أطلس للنشر (دمشق)، دار التوزيع العربي (بيروت)، دار العين (القاهرة)، مد علي (صفاقس)، وممدوح عدوان (الشارقة)، بدعم من التحالف الدولي للناشرين المستقلين، في خطوة تهدف إلى إيصال التجربة السورية في الخط العربي إلى جمهور عربي ودولي أوسع.

ويؤكد الشعراني أن الكتاب لا يقتصر على عرض الأعمال الفنية فقط، بل يشرح أيضًا المنهجية الفنية والفكرية التي اتبعها طوال مسيرته، موضحا أن كل لوحة أو خط جديد يعكس رؤية متجددة للخط العربي تجمع بين التقاليد والإبداع المعاصر.