تدوين-يحدث الآن
تنطلق هذا الأسبوع فعاليات مهرجان "شاهد فلسطين" السينمائي في دورته الرابعة عشرة، في أكبر نسخة له منذ تأسيسه، مستندا إلى الزخم الواسع الذي حققه العام الماضي بعد بيع أكثر من ألف تذكرة لعروضه المختلفة.
ويهدف المهرجان هذا العام إلى توسيع جمهوره عبر تقديم اثني عشر عرضا سينمائيا في ستة أماكن مختلفة داخل مدينة روشيستر الأميركية.
وقال كيسي أسبروث-جاكسون، أحد منتجي المهرجان: "كان من الأحلام الأولى للمؤسسين أن نرى هذا العدد من الناس يتوافدون لمشاهدة قصص من فلسطين. كثيرون لم يتوقعوا أن يروا يوما كهذا".
أفلام مرشحة للأوسكار
يتضمن برنامج هذا العام ثلاثة أفلام اختارتها دولها للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي. أولها فيلم "صوت هند رجب" المرشح عن تونس، الذي يجسد استجابة متطوعي الهلال الأحمر لمكالمة طفلة محاصرة داخل سيارة أثناء تعرضها لإطلاق النار في غزة. أما الفيلم الثاني فهو "ما تبقى منك" من إخراج شيرين دعيبس المرشحة لجائزة إيمي، ويمثل الأردن رسميا، حيث يقدم سردا لتاريخ عائلة فلسطينية عبر لقطات من حياتهم في الضفة الغربية المحتلة. ويختتم المهرجان بفيلم "فلسطين 36"، المرشح عن فلسطين، وهو عمل ملحمي تاريخي يروي أحداث الثورة العربية ضد الاستعمار البريطاني في فلسطين.
كما سيعرض المهرجان أعمالا تجريبية منها سلسلة أفلام قصيرة تستضيفها ورشة الدراسات البصرية، تضم مواد أرشيفية مكتشفة حديثا.
وسيقدم مركز روشيستر للفنون المعاصرة فيلم "حفنة من الأسئلة بلا إجابات" الممتد لأكثر من 23 ساعة، ويعرض على جلسات تستمر كل منها ست ساعات. يوثق الفيلم أسئلة الصحفيين حول الإبادة المستمرة في فلسطين خلال مؤتمرات وزارة الخارجية الأميركية من تشرين الأول 2023 حتى نهاية إدارة بايدن. وسيقام نقاش مباشر مع المخرج روبرت أوكشورن في اليوم الأخير للعرض.
ومن بين أبرز الأعمال، سيعرض في جامعة روشيستر فيلم "غزة: أطباء تحت الهجوم"، وهو فيلم وثائقي كان مكلفا في الأصل من "بي بي سي" كتحقيق جنائي حول استهداف البنية الصحية في غزة. رفضت القناة بثه بدعوى "التحيز"، ما أثار رسالة احتجاج من أكثر من 100 صحفي في الشبكة اتهموا القرار بأنه "رقابة". استعاد صناع الفيلم حقوقه، وهو يوزع الآن عبر شركة "زيتيو".
الجامعة.. مركز توتر واحتجاجات
اختيار جامعة روشيستر كموقع عرض يأتي في ظل موجة من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين خلال العامين الماضيين، شملت مخيمات اعتصام، إضرابات عن الطعام استمرت 12 يوما، وملصقات "مطلوب" استهدفت إدارة الجامعة.
وفي كانون الثاني 2025، تم تعليق أربعة طلاب ووجهت لهم تهم جنائية، بينما فصل طالب آخر في آذار بسبب مشاركته في احتجاجات غير مرخصة.
يقول أسبروث-جاكسون: "من المهم جدا أن تستمر شراكاتنا مع المجموعات الطلابية وأعضاء هيئة التدريس، حتى لا يشعروا بالعزلة. نحن نريد للمؤسسات أن تدرك أن هذه قضايا أساسية لمجتمعنا ولأفراد مجتمعنا من الفلسطينيين".
ويضيف منتقدا المواقف الرسمية: "فشلت العديد من المؤسسات الأكاديمية فشلا تاريخيا في حماية الطلاب الفلسطينيين والنقاش الحر حول فلسطين، ورضخت لتهديدات ترامب".
يستشهد أسبروث-جاكسون بقرار تاريخي اتخذته شركة "كوداك" عام 1986 بسحب استثماراتها من جنوب أفريقيا، مما أدى إلى سلسلة انسحابات أسهمت في إنهاء نظام الفصل العنصري.
ويعلق: "قد تبدو قضية فلسطين للبعض مستعصية أو بعيدة عنهم، لكنني أسألهم: ماذا كنتم ستفعلون عام 1985 تجاه جنوب أفريقيا؟ التاريخ يتغير، وسنرى ذلك التغيير تجاه فلسطين في حياتنا. فإلى أي جانب من التاريخ تريد أن تكون؟".