السبت  28 كانون الأول 2024

نصان لـ الشاعر: وسيم الكردي

2016-05-24 12:20:26 PM
نصان لـ الشاعر: وسيم الكردي
وسيم الكردي

 

الآنَ سالْ

فكأنما نورٌ تدفَّقَ من حديقةِ قلبِها يروي الهدايةَ بالضلالْ.

راودتُهُ عني فأغوى وحدةً في القلبِ أينعَ نسغُها وترتلتْ صلواتُها بفيوضِ وجدٍ لا يُنالْ.

وأكادُ من فرطِ التجلي أنْ أريقَ غيابَهابخشوعِ قديّسٍ يميلُ إلى الغوايةِ في القداسةِ، فانتبهتُ لموتِ أحجيةٍ على جدران معبدِه ستحيا مثلَه، بغيابِه، بدم الغزالْ.

وكما الرسولة قلبُها في موتها لم ينتبه لقيامهِ، فرأيتني أمشي إليها حافيا، قلبي انتعلتُ، وطئتُ ثلجاً ثم رملا لاهبا، ورَقَيتُها، وبرُقيتي راحتْ تلوحُ بنورِها، والقلبُ سالْ.

قد راقصَتهُ بفيضِها حتى تَمايلَ ثم مالْ

أنا عاشقٌ يرعى الهدايةَ بالضلالْ

وهي الرسولةُ لا تعلّمني سوى جريانِ حزنٍ خاشعٍ لمصيره، وهي التي تَجري أنوثةُ روحِها في أضلُعي جريَ الغزالةِ في الغزالْ.

***

عواءُ الريح

لا، لستُ ذئبا، لا لشيءٍ غير أنّي لم أعدْ أَهوي كما كنتُ (هَوَيتْ)

لا لشيء غير أني لم أعد أعوي كما كنت عَويتُ

هِيَ لحظةٌ في الريحِ تعوي ثم تغوي ثمّ تغدو دون بيتْ

ذئبُ الغوايةِ قد أتى، والريحُ تُوغِلُ في الرحيلِ بصوتِها

والجمرُ فاضَ بلونهِ من قبلةٍ جرَّ الكلامُ لهيبَها،

برويَّةٍ دوّى السكونُ بصمتِها

سالتْ كعزفٍ راحَ يفتكُ بالحنينِ، بصوتِ ذئبٍ نائمٍ في حجرةٍ في القلبِ مغلقةٍ، فقامَ من السباتِ مضرَّجا بعوائِهِ وعوائِها

الذئبُ هَدَّ دويُّهُ جُدرانَها، فتصدعتْ ألحانُهُ وتأججتْ أوتارُ نقمتِهِ على سرٍّ كأنَّ غبارَ آلافٍ من القبلاتِ، غطّى وهجُهُ أسوارَها،

السرُّ قامَ مُهَتَّكًا مِنْ قلبِها،

والذئبُ فزَّ بهمسِهِ: لا لم يَرُقْني أنَّ سرًا بيننا في غورِ هاويةٍ هوى.

وأنا صرختُ: كأنّ ذئبيَ لم يَرُقْهُ بأنَّ قلبيَ صارَ ذئبًا مِنْ

جمارِ العشقِ يعوي ثم يطفو فَوْقَ نهرٍ مِنْ عواءِ الريحِ لا أحدٌ سيسمعُ صمتَهُ غيرُ الصدى

يا ربَّ هذي الريحِ أنّي أستجيرُ؛ فليتَني أطفو على نهرٍ شفيفٍ مثلمَا قَلبي طَفا