ألعبُ بضفيرتكِ، أُقبّلُ وجنتيكِ، وأقتلُ السمَّ الذي يتسلل بين ثنايا الأفكار بالردع، أنا الحزن بعدكِ، لقد كنتُ الملجأ، ولكن..
قاموا بنكاية قلبي..
فاتكأ وجعي على قلمٍ وقصاصة ورقْ..
لقد أخذوا بعضي مني..
هبّوا على روحي وأشعلوها بالحسرات..
صرخت للسّماء علّها تُلبي..
قد تصّخَر الأنين في أعماقي..
أخذوكِ مني.. وأخذوني مني..
فلا مِني أتت ولا إليَّ قد هدأ..
أصبحتُ بعدكِ فزاعة يخافها الأطفال..
على التلفاز.. أراكِ..
في صمتي.. راكِ..
وعلى عنوان جريدة القدس اليومية.. ألمح اسمكِ وسرعان ما يخونني نظري..
لقد مرضت بِبُعدكِ.. مرضت بَعْدكِ
أحتاج إلى ضمةٍ منكِ تنكر كل هذه الأشياء..
وأذكر آخر يومٍ رميتِ فيه روحكِ في روحي عندما كنتِ تبكين لأن إحداهن سرقت ممحاتكِ..
الممحاة سُرِقت.. فسُرِقتِ أنتِ.. فَمَحا الزمان عنوان الراحة في حياتي..
إنكِ كل أطيافي.. كل أشيائي..
لقد لطخوا دمائي فوق جرحي وضغطوا عليها بأخذكِ مني.. فتمزقت خلاياي وصاحت باسمكِ أنتِ..
تُراكي ماذا تفعلين الآن؟
دُميتكِ جالسة على ركن حزني تصفعني لغيابكِ.. وتلومني لوحدتها..
فماذا إن رأت حُزني ووحدتي بعدكِ.. ببعدكِ...؟
أنا كتلة محشوة ببكاءٍ يأبى الخروج..
من شدةِ ألمي قد تجمد دمعي..
وأدور أدور باحثةً عنكِ في وجهِ طفلةٍ تُشبهكِ..
فأُقبلها وأناديها باسكِ..
لقد أخذوكِ مني.. وتركوا وجعي يلقنني درسًا يأكل قلبي بمر الغياب..
*
المشهد وقع فِي محكمة الروح.. والمظلومة امرأة.. والمخطوفة حياة.. لقد كان القاضي صامت حتى نهاية نفس في روحِ أمٍ قد غادرت إلى مكانٍ أبعد.. إثر نوبة قلبية كانت سببها الحسرة..