الأحد  22 كانون الأول 2024

شرفة على الطابق الثامن كاترينا ستويكوفا

ترجمة وتقديم: خيري حمدان

2018-09-08 01:50:52 PM
شرفة على الطابق الثامن
كاترينا ستويكوفا
كاترينا ستويكوفا

ولدت الأديبة البلغارية الأميركية كاترينا ستويكوفا عام 1971 في مدينة برغاس الساحلية، نالت شهادتها الجامعية في علوم الكهرباء والتقنيات، هاجرت عام 1995 إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث نالت شهادة عليا في علوم الآداب، تكتب الشعر باللغتين البلغارية والإنجليزية، صدر لها العديد من الدواوين أهمّها، "كيف يعاقب الخالق"، "الهواء من حول الفراشة"، "عدد غير قابل للقسمة". نال ديوانها الأخير "جلدٌ ثانٍ" نجاحًا كبيرًا، ترجم للعديد من اللغات، وفيه اعترافات صادمة للعنف الذي عايشته في كنف والدها المتسلّط، الديوان يشمل كذلك على العديد من الحقائق الصريحة التي يخجل الكثيرون من البوح بها. تعيش الأديبة حاليًا متنقلة ما بين مدينة برغاس وولاية كنتكي الأميركية.     

شرفةٌ على الطابقِ الثامن

إذا تعرّضتُ لمكروهٍ

سأرمي بنفسي من الشرفة،

إذا تبيّن لي بأنّك تدخّنين السجائر،

سأقذفُكِ من أعلى الشرفة.

توقّف أبي عن ضربي قائلا: هيا، اطلبي المساعدة

ضحك ثمّ فتحَ البابَ المطلّ إلى الشرفة.

غضب والدي وأخذ يجرّ أمّي

إلى الشرفة.

لنحصل على مزيدٍ من المكان في المطبخ

نقلنا الطبّاخ إلى الشرفة.  

على الشرفة ثانية، اعترفت لأوّل أزواجي السابقين

بأنّي أحاكي بلوغ ذروة اللذة

عند ممارستنا للجنس.

حين قدمَ الضيوفُ للتعزية بموتِ والدتي

اختفى والدي في فضاء الشرفة.

انتظرت الرجلَ الأميركي الصيف كلّه

الرجلُ الذي بادلته الرسائل، منشغلةً بغسلِ نوافذِ الشرفة.

أخبرني والدي على الشرفة أثناء حرقنا للفائف التبغ،

بأنّ عمر زواجي لن يدوم أكثر من ثلاثِ سنوات.

حين غادرتُ إلى أميركا

رأيتُ أفضلَ صديقاتي تلوّحُ لي من الشرفة.

يمكنني التخلّي عن كلّ شيء

باستثناء الشرفة.

كاتيا العزيزة، لا يوجد هناك جنّة أو جحيم

لا شيء سوى الشرفة.

لكِ أن تحزني، يا طفلتي العزيزة

لأنّك تفتقدين الأبَ

المنشغلَ الغارقَ في الكأسِ

ومن حينٍ لآخر تراه يتحفّز

ليصفعك مرّة ثمّ أخرى

أثناء العشاء، مجتمعون حول المائدة.

جيّدٌ أنّك كنتِ قد أنكرت كلّ مظاهرَ الحسّ.

المشاعرُ مفقودةٌ وكلّ شيءٍ يسيرُ على ما يرام.

تنتظرين الأسوأ خلال تنقّلك

من غرفتك إلى المطبخ

وأمّك تنشد،

سيقتلنا ذاك الوحش

سيلقي بنا من أعلى الشرفة

جزءٌ منّي ما يزال يطيرُ إلى أسفل

الجزءُ الآخرُ متشبّثٌ بحافّة الجدارِ

مثلك تمامًا يا أمّي،

كما حدثتِني أنتِ من قبلُ:

عندما انتقلتِ للعيشِ مع يولي،

وقبل حفلَ زفافك بأيامٍ ثلاثة

اختلفتُ مع أبي، وأخذّ يجرّني

ليلقي بي من الشرفة،

لكنّي تشبثتُ بإطارِ الباب،

وإلا لحدثَ ما لا يُحمدُ عقباه.

افتعلت الهدوء، وأنّ الأمورَ

تسير على ما يرام،

لئلا أعكّر صفوَ حفلَ زفافك.

لكنّ الأمرَ كان غيرَ ذلك.

لا، يا أمّي، كان غيرَ ذلك.

* * *

بماذا تشعرين أيّتها الطفلة؟

أشعر بأنّي نوعٌ مهدّدٌ بالانقراض.

بماذا تشعرين أيّتها الطفلة؟

أشعر بأنّي حجرٌ، يطيرُ في مهبّ الريح.

بماذا تشعرين أيّتها الطفلة؟

أشعرُ كأنّي قصبةُ شعرِ بناتٍ مجرّدة.

 

الثؤلول

بعد انقضاءِ ساعة،

من حرقِ الثؤلول القبيح

بأدويةٍ قرمزيّةَ اللون،

سقطَ أخيرًا عن وجهي

لألتقي بزوجِ المستقبل.

وهو قدّر بأنّي جميلة ورائعة.

هو قال نعم،

وأنا قلت نعم أيضًا،

وهكذا تمضي الحياة.

ليظهرَ الثؤلولُ على رأسِ أنفِهِ

هذه المرّة وينمو ويكبر

يملأ كلّ وجهِهِ، ينمو ويكبر

ليصبحَ بحجمِ رئة، ينمو ويكبر

ليصبحَ بحجمِ شاحنة،

ينمو أكبر منّا نحن الاثنين.

لينمو ويصبحَ كلّ ما نرى ونشاهد.

هو بدوره، بات عاجزًا عن الرؤية.

* * *

أدركتُ اليومَ

بأنّي أحسنُ السيرَ على الماءِ

حين تيقّنتُ بأنّي

لا أحسنُ السباحة.

* * *

أخبِرني،

بأيّ لغةٍ تتحدّث،

لأحدّدَ طريقةَ استماعي لكْ.

* * *

يسعدُني أن نبقى سويّة

ابتسمَ المضيف.

لا يمكنُني العيشَ بدونِك

اعترفَ له المتطفّل.

* * *

حسبتُكَ أكثرَ شبابًا

قلتُ للساذج.

أجابني:

حسبتُك أكثرَ سعادة.