الحدث الثقافي – تحرير بني صخر
اختيرت رواية "أنا وصديقي والحمار" للكاتب محمود شقير على قائمة الشرف للعام 2018 ضمن أفضل 100 كتاب مرشح من العالم، والتي رشحت من المجلس العالمي لكتب اليافعين؛ فرع فلسطين.
وكانت رواية شقير قد صدرت عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ضمن سلسلة كتاباته لليافعين.
الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات وصفت ترشح الرواية بكونه إحقاق لمقولة الإبداع مستمر.
وقالت بشارات لـ"الحدث": "محمود قادر على التواجد بأشكال إبداعية متنوعة حيث كتب للأطفال واليافعين وتميز بما كتب، وحقيقة هو مغامر جدًّا، وشغوف بالكتابة، وقد طوّر من أساليبه في الكتابة، ولم يجعل من العمر حاجزًا أمامه، فهو قادر على أن يتواصل بلغة جميلة، إذ كتب في حقل الرواية الساخرة والقصة القصيرة ومزج تجربته بكتاباته، وكان شاهدًا على التاريخ وكتب فيه".
شقير كاتب فلسطيني من مواليد جبل المكبر في القدس، صدر له أكثر من 55 كتابًا في القصة القصيرة والرواية وأدب السيرة وأدب الأطفال، كما قدّم للمسرح 4 أعمال، وكتب حواراً لستة من المسلسلات التلفزيونية العربية، وترجمت قصصه إلى أكثر من عشر لغات. رشحت روايته "مديح لنساء العائلة" ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية في العام 2016.
بدورها قالت الشاعرة هلا شروف، التي عملت لفترة طويلة مع مؤسسة تامر، إن شقير كان من أهم الأسماء التي نشرت لها مؤسسة تامر من سنوات طويلة؛ تحديدا روايات اليافعين، وشقير واحد من أهم الأدباء الأحياء، وقد ذهب لمنطقة أدب اليافعين منذ مدة ولديه مجموعة كتب لهذه الفئة العمرية، وعلاقتي به ابتدأت حين كنت مسؤولة النشر في مؤسسة تامر.
وأشارت شروف في حديثها لـ"الحدث" بأن ترشح الرواية فرصة لكي تنتشر الكتب المحلية الفلسطينية في الخارج، ومنها ما يترجم للغات عدة لاحقاً، وأضافت "للأسف أدب البالغين أخذ كل مساحة الاهتمام على الرغم من وجود كتب كثيرة مهمة لهذا الجيل، وكتّاب اليافعين قلة أهمهم شقير".
أنا وصديقي والحمار!
وفيما يخص رواية "أنا وصديقي والحمار"، قال شقير، الرواية تستند في الأساس إلى قصة حقيقية وقعت مع صديقي، الذي كان وهو فتى صغير يساعد أسرته في أيام العطل المدرسية بنقل أكياس القمح والشعيرعلى حمار الأسرة. وذات مرة استدرجه محتال، واستولى على حماره وحين قاومه صديقي قام المحتال بضربه. من هنا بدأت بؤرة الرواية بأن استخدمت الحدث الواقعي بطريقة فنية؛ حيث أدنت ظواهرسلبية في المجتمع وانتصرت لظواهر أخرى إيجابية؛ وتحدثت عن جيل اليافعين انطلاقًا من الأثر الذي تركته هذه المشكلة في نفس الفتى الذي أصبح فيما بعد من رجال الأعمال الناجحين في الولايات المتحدة الأمريكية، وتطرقت لتحصيله العلمي ولجدّه واجتهاده الذي يمكن اعتباره نموذج يحتذى به لليافعين، بمعنى كيف يمكننا أن ننتصر على الشر وعلى واقعنا البائس. وبالطبع استعنت بالسخرية وبالخيال لتقديم نص روائي في متعة للقراء.
وأضاف في حوار خاص مع "الحدث": بعد نشر الرواية من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله؛ رشحها المجلس الفلسطيني لكتب اليافعين/ فرع فلسطين، واعتمدت من المجلس العالمي لكتب اليافعين لتعرض في المعارض الدولية ولتشجيع دور النشر على ترجمتها للغات عدة.
بعض اليافعين يقرأون كتب الكبار ولكن هذا لا يكفي
يقول شقير: "أرى نفسي أكثر في القصة الساخرة؛ وفي رواية اليافعين، ولدي الآن 7 روايات في هذا السياق، كذلك أحب أن أكتب لهذا الجيل كونه بحاجة لعناية أكثر، وإلى اهتمام أكبر وبخاصة في مجال الأدب، وبسبب قلة الكتب المخصصة لهذا الجيل، فإن بعض اليافعين يقرأون كتب الكبار؛ ولكن هذا لا يكفي، إذ لا بد من كتب أدبية خاصة تعالج مشاكلهم النفسية وتعبر عن تطلعاتهم".
يتابع، أنا لا أكتب من أجل تلقي الجوائز؛ بمقدار اهتمامي بأن أكتب ما أشعر به وأرى ضرورة التعبير عنه بالكتابة، التي هي بالنسبة لي الرئة التي أتنفس منها، وحياتي مكرسة للكتابة وبدونها لا أستطيع العيش أو مواصلة الحياة، وبخاصة حين أنظر لمعاناة الشعب الفلسطيني من عسف الاحتلال وظلمه، فإن من واجبي أن انتبه لما يدور حولي، لذلك أنا مواظب على الكتابة ولا أشعر بأي ملل مما أفعل.
يضيف شقير، من الواجب على كل كاتب سواء أكان من المبتدئين أو غير المبتدئين أن يواصل القراءة باستمرار، ويولي انتباهه لما يصدر من مطبوعات على الصعيد المحلي والعربي والعالمي، وكلما زادت ثقافة الكاتب ازداد إتقانه لمهمته في الكتابة؛ حيث إن كل ذلك يوسع من أفقه ويضاعف قدراته.
الجدير ذكره أن المجلس العالمي لكتب اليافعين، هو منظمة غير ربحية تأسست في زيوريخ بسويسرا عام 1953، وتتألف اليوم من 75 قسما وطنيا في جميع أنحاء العالم، وهو يمثل البلدان التي لديها برامج متطورة جدا لنشر الكتب ومحو الأمية وغيرها من البلدان التي لديها عدد من المتخصصين الذين يقومون بعمل رائد في نشر الكتب للأطفال.