ولدنا من رحمِ الخواء ننكح تضاريس البقاءِ
ولدنا عند شهقةِ الموتِ نكايةً بالموتِ
جففّنا أحلامنا في قاعِ الحياةِ
لكي نستعملها في زمانٍ كهذا
زمانُ البيعة تحت سقيفةِ الخذلانِ
زمان الحاجة من فرطِ الشراءِ
نقايض الماء بماءِ الوجهِ
ونمشي على دربِ الطلب
فنخسر الطالب والمطلوب
إيلافهم ضاع في صحراءِ الذاكرة
نصوصهم تجلّت واندثرت
والوقت لا يشبه الوقت
عندما يقع على أرضٍ غريبةٍ
نهاتف ضمائرنا في كواكبٍ أخرى
فيصل صوتنا بعد سنين
نمسك حبال ماضينا ثم نسافر
إلى غدنا فنسقط عند أوّلِ حفرةٍ
من الظنونِ
الهجرة إلى الله البعيد كالأحلامِ
والقريب كحبالِ العدمِ
تمُدُ مشانقها في شوارعِ الفكرِ
عند مستنقعاتِ التّقاليدِ
في براري سُلطةِ الدّين
والعالم المُسيّس بالمصالح والدّماء
ماء...
ماءٌ يسيل على عطشِ الحياةِ
ماءٌ ينقل احتمال البؤس إلى البؤسِ الأكيد
ماءٌ في قصديرِ العالم ينُزُّ صدأ الحالم
ماءٌ في جوفِ السّحاب المسافر إلى اليبابِ
ماءٌ في مؤخرات العدو على هيئةِ صديق
ماءٌ في النكران والخطيئة وغرق المسافة بينهما
ألف عيبٍ يكتم صرختي
ألف موتٍ يشتهي جسدي
ألف صمتٍ يلوك حالي
ألف كفرٍ ينال من فكري
ألف خذلانٍ يضرب عزيمتي
وألف يدٍ تتناوب على سحقي
وحبٌ واحدٌ يكفيني لأتجاهل كلّ هذا
أنا المبليّ بالأملِ يا الله
نهرب من موتِ الله إلى أمانِ الله
نجوع من الله ونأكل من خيرهِ
نسافر من أرضِ الله إلى أرضِ الله
زعقاتهم تفزع يمام القلبِ
لِحاهُم شائكةٌ كعقولِهِم
يُلْصِقونَ غرائِزِهِم بِكُتُبِك
يشرّعون القبيح ليجمّلموه باللّغة
يسرقونَ البسيط لِيُعَقّدوه
يُعَقّدونَ البسيط لِيَسْرِقوه
أنت النّقطةُ والدّائرة
وأنا المتناقض وأفكاري حائرة
أنا لا أخافك
أنا أحبك