السبت  21 كانون الأول 2024

لا زلت أعدُّ لكَ القهوة لـ الشاعرة: ميسم العيسى

2018-09-14 08:51:33 PM
لا زلت أعدُّ لكَ القهوة
لـ الشاعرة: ميسم العيسى
ميسم العيسى

ما عاد شيئٌ هنا كما كانْ

العتمةُ تنبت من جديد كلّ صباح

من التّراب الذي سقاه غيابك

 

ظلّ الشجرة لمْ يَعد يكفي  

فالشّمس تذوبُ أحياناً..

وتسيل عليّ

فتبدو على جبهتي

وبين حاجبيّ.. نُدبَ رحيلك

 

سنابلُ القمحِ التي كانت تنبتُ من صوتي

كلّما غنّيتك.. يبستْ

يبست كثيراً.. حتّى أنّي أسمع صوت تكسّرها

كلّما حاولتُ الغناء

 

شاماتُ وجهي أيضاً نسيتُ عددها

أتذكّر فقط صوت ضحكتك بعد فوزك في كلّ مرّة برهانِ عدّها معي..

 

 أدوات زينتي 

كان رحيلك هو تاريخ انتهاء صلاحيتها

الكحلُ فقد ذاكرة لونه وصار شفّافاً كالدّمع

وشقّق أحمرُ الشفاه شفتيّ

فسال منها دماً.. لكثرة ما عضضْتُه

 

هنا.. ما عاد شيئٌ فيّ كما كان

إلّا أنّ..

وجهك لازال يهطل بغزارةٍ حولي

أكنت متعمداً أن تنساه هنا؟

فتقنعني المرايا أنّني صِرْتُك؟

أكنتَ متعمّداً أن تزرع موسيقى أصابعك في كفّي؟

فتتكاثر كمنجاتك كلّما مددت يدي بالسّلام؟

أكنت متعمداً أن تسقي صوتك للشّجر!

فتتساقط أسرارك عليّ كلّما مرّ خريف؟

وتغنّي

(تعي نقعد بالفي

مش لحدا هالفي)..

 

هنا..

ما عاد شيئٌ فيّ كما كان

إلّا أنّني..

لا زلت أعدّ لكَ القهوة كلّ الصباح

وأباغتك بوردة أخرى ذابلة

أعدّ لكَ بعضي.. أو أكثر

وأتركُ جزءاً مني أستهلكه كفاف يومي بدونك