تُنسى في تكوّرِ الضّجيج حولك
تُنسى كأنك متفرجٌ عقيم بين
جموعٍ تصفّق لأبنائها ...
تتلاشى كأنّك نوتة شاذة عن
إيقاع اللّحن بعد خروج المغني
عن طور الأغنية ...
تُترك كعلبة عَصير صدئة
تخطاها عامل النظافة عَن
دونما قصدْ ..
تتناثر بين الحضور مشكلاً الغياب
كأنك رماد سيجارة قام أحد الأطفالِ
بتدخينها سراً ..
تنعى كأنك مشاركً في مهرجان
و فوّتَ المقدمُ اسمه على عجل
لأنّ الليل بدأ بسدل أستاره
و كان للعتمة نصيب من اسمك
فلم يلحظه الأخير ...
تُهمش كقصيدة كُتبت
على حائط مدرسة يحتاج للطلاء
ولا يواسيها إلا طفلٌ أميّ يحاول
تهجئة حروفها في فسحة ينقصها
الحب ...
تعلق ..
تُعلق عالياً..
مرفوعاً ..
مرففاً ..
كعلم في أقاصي السّماء يحتاج
الدفئ ..
ماذا ينقصكَ لتكون حاضراً ؟
ربما لو تخلى عنك الغياب
لما كنتَ أنت ..
ربما لو كنت تملكُ بنوناً لما
حضرت الحفل ..
وربما لو تمكن المنشدُ من
أداء الاغنية بأكمل وجه لما
كنت شاذاً ..
وربما لو قام ذلك الرجل من
إلقاء العلبة الصدئة في مكانها الصحيح
لما إلتقطك الغياب ..
ولما كتبت عنك ..
لو لم تكن أنت لما كنتُ أنا ..