الأحد  22 كانون الأول 2024

في ذكري وفاتها الـ35.. فايزة أحمد «أغنية أخيرة لم تظهر للنّور»

2018-09-21 02:47:24 PM
في ذكري وفاتها الـ35.. فايزة أحمد «أغنية أخيرة لم تظهر للنّور»

شخصيات واحداث – كتب: صفا بكري

"لا يا روح قلبي أنا.. مش أنا اللي أحب وأنسي"، هذا آخر ما غنتهُ «كروان الشرق» فايزة أحمد، لكنها رحلت قبل أن تسمعها، وكأنّها عازف موسيقي لم يستمع للحنِه الأخير.

تقول الحكايات المتداولة، أن فايزة أحمد رقدت على فراش المرض في أواخر أيامها، ورغم ذلك، كانت تصحو للحظات لتُكمل أغنيتها الأخيرة ثم تذهب في غيبوبة أخرى.

"لا يا روح قلبي أنا"، آخر أغنية شدَت بها فايزة أحمد، وكتبها الشاعر الغنائيّ، حسين السيد، ولحنها رياض السنباطي، لكنه لم يستطع إكمال تلحينها أيضًا، فأكمل اللحن ابنه، أحمد السنباطي، لتكُن بذلك ختام رحلة “كروان الشرق”، والمحطة الأخيرة لصوتها العذب الدافئ.

بتاريخ 5 ديسمبر 1934، ولدَت فايزة أحمد- ذات الأصول السوريّة- في صيدا، لبنان، أحبّت الغناء منذ صغرها، وتقدّمت لإذاعة بلدها لكنها لم توفق، فسافرت إلى حلب، ونجحت هُناك، ثم جاءت إلى مصر، وتقدمت للإذاعة المصرية في القاهرة، إذ قدمها الإذاعي صلاح زكي في أغنية من ألحان محمد محسن.

كانت المحطة الهامة في حياة فايزة، لقاؤها بالموسيقار الراحل، محمد الموجي، ثم التقى بها بليغ حمدي ولحن لها عدة أغنيات،

كما دخلت مجال التمثيل مع الغناء، وقدمت أفلام مثل “أنا وبناتي”، “المليونير الفقير”، “تمر حنة” و” ليلي بنت الشاطئ “.

كمّا شاركت بالغناء فقط في أفلام ثانية مثل فيلم “منتهي الفرح”، وغنت “اتحسدنا ولا إيه”، وفي فيلم “الوسادة الخالية”، غنّت “أسمر يا أسمراني”، وغنّت “حمال الأسية” و” بريئة”.

شكّلت حياة فايزة أحمد الشخصيّة محطة هامة أيضًا، إذ بدأت قصتها بالموسيقار “محمد سلطان”، عندما التقيا بالصدفة في منزل فريد الأطرش وكانت فايزة أحمد وقتها في أوج شهرتها، بينما كان محمد سلطان عازف عود ومغن وملحن وممثل بسيط.

بعد لقائهما الأول بـ6 أشهر، التقيا بالمصادفة في مطعم فندق “دى روز” وبعد مرور 6 أشهر أخرى على لقائهما الثاني، دعته فايزة إلى بيتها لسماع أغنية هان الود التي لحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب وكانت ستذاع لأول مرة في التليفزيون، وبعدها خرجا سويا ليتناولا العشاء ثم طلبت منه أن يلحن أغنية لها.

أرادت “فايزة” مساعدته في أن يعتمد بالإذاعة وطلبت بنفسها رئيس قسم الموسيقي بالإذاعة وكان في ذلك الوقت، أحمد حسن الشجاعي، الموسيقار المعروف عنه التشدد، وحددت معه موعدا وبالفعل تم اعتماد سلطان في الإذاعة، وكان هذا هو بداية طريق شهرته.

كانت المفأجاة عندما طلبت فايزة الزواج من سلطان وهي تبكي أثناء وجوده معها في سيارتها، وعبرت له عن حزنها بسبب الشائعات حول وجود علاقة بينهما، ووافق سلطان على الفور.

تزوّجت فايزة أحمد 5 مرات، الأول أنجبت منه ابنتها “فريال”، والزوج الثاني أنجبت منه “كرم”، ثم تزوجت بعازف الكمان عبد الفتاح خيري، وبعدها تزوجت الملحن محمد سلطان، الزيجة التي استمرت 17 عامًا، أنجبت منه التوأمان “طارق وعمرو”، ثم انفصلت عنهُ عام 1981، ثم تزوجّت زوجها الخامس، وانفصلت عنه لتعود لحبيب عمرها “محمد سلطان”، مثل الطير الذي عاد إلى عشه.

لحن “سلطان” لفايزة أحمد معظم أغانيها، مثل “أحلي طريق في دنيتي”، “على وش القمر”، “حبيتك وبداري عليك”، “رسالة من امرأة”، و” بكرة تعرف”، الأغنية التي كانت تُبكي فايزة، وتذكرها بكل ما هو متعلق بحُب عمرها.

 

وعندما مرضت “فايزة”، سافرت للعلاج في أمريكا، ثم عادت تستأنف علاجها بمصر، كان يشتد المرض عليها، فتهمهم بكوبليه أغنيتها المفضلة “أيوة تاعبني هواك وياك ياللي ظلمت الحب معاك أيوة تعبت تعبت تعبت وتبكي من شدة الألم والهزلان التي كانت تشعر بيه”، لكنها استيقظت مبكرًا في أحد الأيام، استدعاها الأطباء، فساءت حالتها، فنقلوها إلى مستشفي المعادي العسكري.

ونامت فايزة على صدر زوجها “سلطان”، سألته عن عمرها فاندهش من سؤالها، ثم فاجأته بإجابتها حين قالت “عمري 17عاما”، وهي السنوات التي قضيتها معك “كزوجة”، فكانت تلك آخر كلماتها، لترحل في نفس اليوم عن عمر ناهز 52 عامًا بتاريخ 21 سبتمبر 1983، و” قدْرت تهجرنا”.

المصدر: المصري اليوم