الأربعاء  04 كانون الأول 2024

لا مشاكلَ في حياتي سوى ... واحدةً لـ ريم رباط - سوريا

2018-10-13 06:36:14 PM
لا مشاكلَ في حياتي سوى ... واحدةً
لـ ريم رباط - سوريا
ريم رباط

لا مشاكلَ في حياتي سوى ... واحدةً

عندما كانت والدتي في مرحلة المخاض لتلدَني كان الطّبيبُ يقوم بواجبه على أتمّ وجه إلى أن تلقّى اتّصالاً هاتفيّاً من زوجته التي أخبرته أنّها دخلت هي الأخرى في مرحلة المخاضِ لمولودهما الأوّل

فما كان منه إلّا أن نادى طبيباً متدرّباً يعمل في المشفى لمساعدة أمّي على أن تسهمَ بزيادة عدد البائسين في هذا العالم !

و هرع إلى المشفى حيث زوجته

و منذ ذلك اليوم بدأتْ رحلتي مع المقاطعة

فكلّما أردتُ أن أقومَ بعملٍ ... يقاطعني حدَثٌ ما !

لا مشاكلَ في حياتي سوى ... واحدةً

اعتقدتُ أنّه من حقّي أنْ أرضعَ الحليب الذي ما كان ليُدَرّ عبر ثديي والدتي لولاي !

لكنّني أيضاً كنتُ مخطئةً

فذهاب والدتي إلى العمل بعد الولادة جعلها مُجبَرةً على أن تغذّيني بالحليب المجفّف !

لا مشاكلَ في حياتي سوى ... واحدةً

بحكم أنّني طفلةٌ لأمٍّ عاملةٍ اضطرّ أهلي إلى تسجيلي في روضةٍ و أنا بعمرٍ مبكّرٍ ، غالبتُ فكرة الاستيقاظ مبكّراً في صباحات الشّتاء الباردة بأنّه سيكون وقتاً للفرح و اللّعب مع الأطفال الذين يشعّون نشاطاً و حيويّةً لكن في تلك المرحلة داهمني "روماتيزم" قاتل بسبب التهابات متكرّرة في اللّوزتين كاد أن يودي بحياتي

لم أتوقّف عن الذّهاب إلى الرّوضة بمرافقةِ الدّواء الذي كانت تهتمّ بموعد إعطائه لي إحدى المعلّمات

لكنّني كنت أكتفي بالجلوس على أحد مقاعد الباحة لمراقبة الأطفال و هم يلعبون !

لا مشاكل في حياتي سوى ... واحدةً

بعد حصولي على الشّهادة الثّانويّة و لأنّني في أحد تلك الأوطان التي تقرّر مستقبلنا عوضاً منّا و نحن علينا تنفيذ ما يرتأيه بعض النّاس الذين وضعوا لنا القوانين وفقاً لمصالحهم الخاصّة و الآنيّة فأنا لم أستطع دراسة الفرع الذي أحبّه

لا مشاكل في حياتي سوى ... واحدةً

و لأمرٍ خارج عن إرادتي استطاعتْ طريقةٌ معيّنةٌ في التّفكير أن تأخذ بيديّ و تذهب بي بعيداً ، بعيداً جدّاً عن الحياة التي يعيشها مَن حولي من أبناء جنسي و عمري و ذلك في مرحلة مبكّرة من حياتي

فكانت النّتيجة عدم التّأقلم و عدم الرّضى

لا مشاكلَ في حياتي سوى ... واحدةً

قرّرتُ اللّجوء إلى الحلّ الوحيد المتاح و المسموح به للخلاصِ من كلّ مايعتريني من قهر و رفض

و حتّى هذا الطّريق لم أستطع إكماله بعد أنْ

ظهرتَ

أنتَ !

و من لحظتها أحببتُ كلَّ حدثٍ قفز إلى حياتي و بتر رغبةً كنتُ أرى فيها خلاصاً

فلا

خلاص

إلّاك !