تاريخنا الحدث
تحل اليوم الذكرى الـ62 لمجزرة كفر قاسم الرهيبة التي اقتُرفت في 29 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1956، والتي نفذها حرس الحدود في جيش الاحتلال لإسرائيلي ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل في قرية كفر قاسم، فاستشهد خلال المذبحة 49 مدنيًا : تسعة عشر رجلًا، وستة نساء، وثلاثة وعشرين طفلًا من عمر 8 إلى 17 عامًا.
وقد حاولت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة رئيس وزرائها السابق ديفيد بن غوريون التستر على المجزرة، من خلال عرض الجنود والضباط المشاركين في المذبحة لمحاكمات صورية، لأخلاء مسؤولية القيادة السياسية والأمنية عن المذبحة، فجرى إطلاق سراج الجنود والضباط فيما بعد، وبعد فترة وجيزة، وتم تعيين قسم منهم في وظائف رفيعة، وبينهم قائد الكتيبة، شموئيل ميلينكي، الذي تم تعيينه مسؤولاً عن الأمن في مفاعل ديمونا. أما شيدمي، ورغم إدانته بالمسؤولية عن مقتل نصف الشهداء في المجزرة، فقد كانت عقوبته بدفع غرامة مبلغها قرش واحد، ولم تعترف أي من حكومات إسرائيل بمسؤليتها عن المجزرة إلى اليوم.
ورفضت حكومة الاحتلال في تموز الماضي كشف نحو 600 صفحة من بين ألفي صفحة، هي عدد صفحات محاضر جلسات محكمة مجزرة كفر قاسم، وأبقتها في إطار "السرية"، وأرشيفها السري. ولا يمكن الحصول عليها أو الاطلاع على فحواها ومضمونها إلا بقرار من رئيس محكمة الاستئناف العسكرية.
يُشار إلى أن الباحث الإسرائيلي آدم راز في كتاب جديد بعنوان “مجزرة كفر قاسم: سيرة سياسية” قال إنه اكتشف أن الكتابة عن التاريخ النووي في إسرائيل أسهل من الكتابة عن سياساتها تجاه مواطنيها العرب”.
ويستند الكتاب الجديد على الوثائق المتاحة في الأرشيفات ومحاضر اجتماعات الهيئات الإسرائيلية، ومقابلة أشخاص لهم علاقة بالقضية، منهم الأشخاص يسخار شيدمي، قائد لواء 17 في المنطقة الوسطى للجيش الإسرائيلي، عندما وقعت المجزرة الرهيبة، في 29 تشرين الأول/أكتوبر العام 1956، في اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر.
هذا، وقررت اللجنة الشعبية ولجنة إحياء الذكرى الـ62 لمجزرة كفر قاسم وبلدية كفر قاسم إحياء الذكرى، اليوم الإثنين، بمسيرة تنطلق من ميدان مسجد أبي بكر الصديق الساعة الثامنة والنصف صباحا.