الحدث ــ محمد عابد
خربة السبعين فيلم وثائقي قصير من إخراج يوسف غانم، ويتحدث عن إحدى الخرب التي تقع في محافظة جنين، وهي ما تعرف بخربة السبعين، ويتطرق إلى موقع الخربة وسبب تسميتها، وما تحويه من معالم تاريخية وأثرية.
عندما كان المعلق يتحدث عن الخربة ويقدم توضيحا عنها كان المخرج موفقا جدا في تحديد موقعها على الخريطة المصورة جويا، حيث يمنحك فرصة لمعرفة حدود المكان بشكل محدد تماما، ما يعني أن الخربة معترف بها كوحدة قائمة بحد ذاتها.
تناول الفيلم هذه الخربة بكل ما فيها، ولكنه مثلا لم يتناول حياة حراسها وحاميها في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من مصادرة، وبحسب اعتقادي أن هذا شيئ كان لابد من المخرج إظهاره.
يحتوي الفيلم على العديد من اللقطات التي تثلج الصدر برؤيتها، كرؤية الحياة البرية في محمية أم التوم، وبالعودة للخلف قليلا رؤية الخيم البدوية وسط الأحراش وغيرها من اللقطات التي تشعر المشاهد بأنه في إحدى جنان الأرض.
يوجد في الخربة مسجد يسمى المسجد العمري، عند بدء التصوير فيه كانت اللقطة سوداء وبعدها بدأ النور يخرج على الشاشة وكذلك عندما خرج منه تكررت اللقطة، وقد يكون تفسير هذه اللقطة أن العبادة تخرجك من الظلام إلى النور وهذا حسب رأيي الشخصي في تلك اللقطة.
وخلال حديث بطل الفيلم عن بوابة المغارة تمنيت من المخرج لو أننا رأيناها، وحضرت مشاهد البوابة بعد توقف الحديث عنها، وبالتالي مرّت الصورة بلا تعريف.
بعد تصوير الخربة تطرق المخرج للمنطقة المحيطة للتعرف عليها، خاصة مضارب البدو الذين يعيشون بالجوار، فتصوير المنطقة المحيطة كان شيئا لطيفا يضيف رونقا آخر على هذا الفيلم، حيث يخرجه من حالة الجمود نوعا ما.
والنقد الأخير، يتعلق بالفشل في الدمج بين العامية والفصحى وهو ما شتت تركيز المتلقي لاختلاف اللهجات بشكل كبير وغير منظم.