الأحد  22 كانون الأول 2024

الصحفي"مثقف يمشي على الأرض".. إن لم تكن كذلك فلا تدرس الإعلام

رولا حسنين

2019-07-16 08:35:49 AM
الصحفي
الصحفية رولا حسنين

الصحافة سلطة رابعة.. لا تجعلوها خالية من السلطة

انتشرت أمس الإثنين، إحصائية تشير إلى ارتفاع معدل البطالة في صفوف خريجي الجامعات الفلسطينية، وكانت النسبة الأعلى لخريجي كلية الإعلام والصحافة، حيث بلغت نسبتهم في صفوف الذكور 32% بينما نسبة بطالة الإناث في التخصص 83%. الرقم ليس سهلاً بالتأكيد، ولكن المعضلة لا تكمن في ضيق استيعاب السوق لخريجي الصحافة، إنما أيضاً لشخص الصحفيين الذين يتخرجون من الكليات.

خلال دراستي للصحافة سمعت مقولة "الصحفي هو مثقف يمشي على الأرض"، اعتنقتها كمقولة حقيقية خلال التنقل من مادة دراسية إلى أخرى في الجامعة، على طالب الإعلام في جامعة بيرزيت تحديداً –التي درستُ بها- أن يتلقى العلوم من كافة الكليات بواقع مادة دراسية من تخصصات مختلفة، عدا عن مواد التخصص ذاته، هذا الأمر لا يأتي عبثاً لتحميل الطالب أعباء كثيرة، أو نهب أمواله كما يعتقد البعض؛ إنما تطبيقاً لمقولة أن الصحفي مثقف يجب أن يكون لديه إلمام بمختلف العلوم، ليكون قادر على اعداد التقارير الصحفية في مختلف المجالات "السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها". ولكن ماذا عن الطلبة الملتحقين بكليات الإعلام بعد إنهائهم مرحلة الثانوية العامة؟.

لا شك أن هناك نسبة واضحة من خريجي المرحلة الثانوية الذين لا يملكون هدفاً أو رؤية مستقبلية للتخصصات الأكاديمية التي يدرسونها، فتجدهم اختاروا الإعلام والصحافة على اعتبارها سهلة، وبعضهم لا يحالفهم الحظ بمعدل مرتفع في "التوجيهي" يضطرون لدراسة التخصصات التي تناسب معدلاتهم، وهنا تقع المسؤولية على عاتق كليات الإعلام في مختلف الجامعات، والتي يتوجب عليها أن تضع خطة مناسبة لاستيعاب عدد من الطلبة في دراسة هذا التخصص، مع أهمية وضع الشروط لذلك، الأمر الذي سيفتح المجال للطلبة الذين اختاروا التخصص عن سبق رغبة وقدرة أن يبدعوا ويخوضوا سوق العمل بلا رهبة البطالة. وأن يمنع ارتفاع معدل البطالة في صفوف خريجيها، وكذلك عدم بهتان الوظيفة وتمييعها.

وقد قيل سابقاً في الإعلام "وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة. لأنها تتحكم في عقول الجماهير". مالكوم إكس. ولا ننسى أن الإعلام هو السلطة الرابعة  بعد السلطات "التنفيذية والتشريعية والقضائية" فلا تجعلوا هذه السلطة خالية من معاني السلطة الفعلية.

نحن كفلسطينيين بالتأكيد نحتاج إلى جيل صحفي واعٍ بمسؤوليته تجاه قضيته، على دراية تامة بكيفية توجيه الصحافة نحو قضيته الفلسطينية، واستخدامها كسلاح دفاعي، تبني الآراء وتشكل الرأي العام وفق ما يخدمها، بالتالي الأمر لا يحتاج إلى صحفيين باهتين.

ومن أهم المواصفات التي يجب أن يمتلكها الصحفي، ليكون ناجحاً في عمله، المصداقية في نقل الأخبار، وعدم الالتفات إلى الشائعات، فمهمة الصحفي هنا تقع بتأكيد الخبر ونفي أي شائبة حولها، عبر التأكد من مصداقيتها بكافة الوسائل والطرق، وكذلك الإلمام بهموم المجتمع ومشاكله، والعمل الحثيث على طرح الحلول لها، ومناقشة القضايا بجرأة تراعي القواعد المجتمعية السائدة، وكذلك امتلاكه الحسّ الصحفي، فتراه جالساً في جلسة عامة ويلتقط الأخبار ويحللها وربما يعدّ تقريراً حول ظاهرة ما جاء الحديث عنها بمحض الصدفة، وأن يكون حراً قادر على وضع يده على الجرح ليلامسه عن قرب.

وأن يكون الصحفي ذو معارف وعلاقات واسعة مع كافة طبقات المجتمع، وأن يمتلك الأساليب الأخلاقية التي تؤهله للتعامل بلطف واحترام مع الآخرين. وأن لا ينساق خلف المسؤولين حتى لا يصبح تابعاً وناطقاً لما يريدون فحسب، كاتماً لحقائق تضرّ بهم. مع أهمية أن يمتلك الصحفي مهارات اللغة العربية، ومفردات للتعبير عما يريده بسلاسة ووضوح. وكذلك القدرة على التعبير.