الخميس  21 تشرين الثاني 2024

لكل بداية نهاية

كتب حسن أبو لبدة

2019-11-08 09:02:39 AM
لكل بداية نهاية
صورة تعبيرية

 

الحدث الثقافي

من نطفة في فراغ السماء
تدب الحياة من السدم
نسرج العمر ونمضي
في تضاريس العدم
وفي الزوايا الخافتات
نوسد الحلم على ترانيم الزمن
***
ما بين نوم على مفرش النجم
وغفو على مسرح الحلم
ولهو على سدة الوهم
تنمو على الجمر احلامنا
تغرق في غفلة من خريف الندم
ونصحو
على سكرة العمر والأمنيات
***
في غمرة البحث عن ذاتنا
نتوه كما نجمة في الفضاء
تمضي بنا الأيام
بين مد وجزر
وصمت الرثاء
نقتات زيت وجودنا
نحث الخطى
للختام
على صهوة الموت نسري ونمسي
نهدر الوقت في نقش المراثي
ما بين كر وفر وثغر الحسام
***
بين مهد ولحد
نأتي على الدنيا صحاحا
ثم نمضي
وعلى ربوة من سراب
يتسابق الخطباء في سرد المناقب
والمراتب
بينما يترجل الموت من رحم الغياب
***
في منتهى الدرب شوق الإياب
في أوجه نلهو
نقطف النجم وحبات الندى
نواجه بأسنا في الصدى
ونلملم الأنخاب
نوغل في رحلة الامس
نرسم من ليلنا شوق الخطوة الاولى
ونزرع المجد على تلال الذكريات
***
هكذا تمضي بنا الايام
غيداء باسقة في بساتين الاماني
وأوهام الإياب
نزرع الحلم على صهوة النجم
ونقتات من وجع التفاني
***
تمضي بنا الأيام للمنتهى
ممهورة بالسراب
جوفاء
ذابلة
تجرجر نفسها في غفلة من يباب
تسابق أعمارنا ساعة الرمل
في سعيها للزوال
***
وبينما نحن في حيرة من أمرنا
ما بين أول الترحال ومنتهاه
نعيد اكتشاف الحقيقة
تمحو ساعة الرمل احلامنا بالخلود
وفي كل زاوية من فضاء حياتنا
ننقش الموت على أسمائنا
تنتهي ساعة الرمل في جبها
ما بين مجد تناثر فوق الجبال
وقهر تمترس بين الظلال
وكبو الخيال
***
تمضي بنا الأيام
رتيبة ... بلهاء ... جرداء
إلا من بقايا ذكريات
***
لكل بداية نهاية
وما بين أول المشوار والخاتمة
منا من يسطر مجده بالعطاء
ويزهو بدفء المحبة من أصدقاء
ومنا من يضيئ بزيت فنائه
تضاريس الفضاء
ومنا من يفصل من مجده
قناديل زاهية على دروب التائهين
ومنا من يفصل من روحه
ألقا تعمد في تضاريس الخريطة
ومنا من يطرز جرحه
نياشين للتائبين
ومنا ومنا ومنا.
***
وبينما نحن في أوج ارتحال للخلود
هناك من استمرأ العيش على قهرنا
هناك من ألف الهزيمة في المزبلة
وهناك من خشي الصمود
وقايض في الذل دمع الأم
وهي تودع طفلها للمقصلة
***
باعوا التضاريس للعابرين
وتسابقوا في الرقص
على محنة المناضلين
قايضوا حلم أطفالنا
وتساوقوا مع المحتل في محونا،
***
سرقوا المحابر وريشة الراوي
كتبوا المسيرة في حروف من أرق
كدسوا الأمجاد من بيع الوطن
وسَّموا الزنديق
وشتتوا في الغي آلاف الفرق
وتشبثوا بسفك الدم حتى الغرق
وبنوا عروشا من ورق
واستعرضوا حرس الشرف
وتناوبوا حصي المغانم
في سراديق المذلة
بين الأمم
وأتخمونا بالقرف
***
يارب هذا الكون،
كيف السبيل الى التطهر في تضاريس طريدة؟
وتنقية الحلم من الدنس
***
يا ربنا هذا الكون
خذ بأيدي الحارسين على ضفاف الأمنيات
والقابضون على الجرح في النائبات
خذ بأيد الصبايا الباحثات عن الأمل
وافعل بنا ما شئت من المعجزات
وسدد خطانا على جمرة الانتماء
***
أما الشياطين
القابضون على مقدرات الوطن،
يا رب خذهم حيث مصيرهم ...
جيف تنوء بعفنها ...
وتعافها ذئاب جائعات