الحدث الثقافي
مرَّ على غير عادته في المكان
في العشرة الأواخر من ساعة الحرب،
الجندي في المدمرة
وهو يستعد للعودة إلى زوجته
ببندقية خفيفة وفارغة
أنهى طلقته الأخيرة.
في الشارع،
شارع كان يمر من المكان
على غير عادته.
في اليوم الأول من طلقة الجندي،
غنّت يمامة
بعيدة
عن ((ظريف الطول))،
ونبهته
إلى أن الغربة لا أمّ لها
***
في اليوم الثاني،
خرج (العادل)
من كتاب التاريخ،
ولم يذهب إلى
باب المدينة
ليدل التائه،
ويقضي
للأرملة
والوحيدة التي بلا أبناء.
***
في اليوم الثالث،
النساء، منتشلات الماء
في مخيم (نور شمس)،
دلقن الجرار على عتبة
أمه الميتة،
كعادة النادبات عند دخول بيت من لا أم له.
***
فيما بعد،
لم يعد للمتضرعة بالأدعية حاجة
في الجبل،
ولها أن تعلق شارة الشؤم
على عنق (طائر النوء)،
على باب المخيم،
وحين يطل (آب) كل عام،
ستفتح الباب لـ(الساهرات)،
وتعيد سيرته.
كان جندي المدمرة
على عجل،
وكان الشارع فارغاً حين
مر في آخر الحرب
شاعر
من المكان
على غير
عادته.
ويشار إلى أن، الشاعرة والفنانة زهيرة خليل زقطان ولدت سنة 1950م في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا. درست في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم الكرامة، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت العربية سنة 1979.
وأقامت معارض شخصية تضمنت لوحات تراثية مشغولة بالتطريز على القماش، في الأردن ولبنان وتونس ومصر والعراق وفلسطين.