الأحد  22 كانون الأول 2024

ثمَّةَ طفلةٌ تبكي - للشاعر المصري فرج الضوى

2020-01-02 10:33:32 PM
ثمَّةَ طفلةٌ تبكي - للشاعر المصري فرج الضوى
الشاعر المصري فرج الضوى

 

يا صباه المعبَّقَ

 من حواريهِ العتيقةِ

من زُقاقٍ

تحبسُ الأحجار

 فى جدرانها

نسغ الجراح

 ثمة طفلةٌ تبكي

و ثمة بعضُ أورادٍ

على شَفَةِ العجوز

المرتدي شالًا وديماية وعقالا مرعزيًّا

ذاهبًا ليصكَّ أرضًا

باليدِ المحراثِ

قد شقَّ المعالمَ فيها

  يا صاحبَ الخوذةِ 

ونجمةَ المثلثين

لما سفحتْكَ يدُ الشقراء

هي نمرةٌ عربيةٌ كسرتْ زجاجةَ عطرِنا الفوَّاحِ فانداحَ

في ريحِ الصِّبا عَهْدِ العروبة

غيروا الأسماءَ والحاراتِ غيروا الألوانَ

و كلَّ اللافتاتِ على الحوانيتِ العتيقةِ

غيروا التاريخَ

اخلعوا الأحجارَ من ثباتِها

في كلِّ حائطٍ

فكوا فوانيسَ الشوارع

اخلعوا كلَّ النوافذ

باغتونا بالقراراتِ الغريبةِ  والمريبةِ

افرمونا في مطاحنكم ...

هواءً... أو.... رذاذًا ...

أو ذراتِ قَمحٍ سوف تعلو فى الهواء

استنشقونا

كي نصيرَ عجينًا فى حناجركم

وامضغونا ابلعونا

اهضمونا أخرجونا

شُدوا علينا الماءَ

كي نسري بتصريف المجاري

اجعلوا منا سمادًا للمراعي

سوف نخرجُ حينها

متحولينَ

خضرًا يانعينَ

فنحنُ زرعُ اللهِ / نحنُ هواؤه / نحنُ الشموسُ والماءُ والأنداءُ

والزهرُ الملقحُ بالربيع / نحن انفلاتُ فراشةٍ من شرنقة

نحنُ العصافيرُ الكثيرةُ في زقزقاتِ الفجر

نحنُ التخومُ / نحن النجومُ

نحنُ  الأرضُ والفلاحُ والمحراثُ وسواقي الجَمالِ

بيوتُنا قَزٌّ تماوَجَ مثلَ قَزِّ الدُودِ

نحنُ الطيورُ المغرداتُ/ اللونُ لونُ بنفسجٍ فى الروح

فما زالت مفاتيحُ الديار معلقاتٍ في رقابِ عجائزِ النسوانِ

متدلياتٍ فوق أثوابٍ مزركشةٍ من لونِ زَهْرِ الأرض

و أنتم الصاروخُ والدبابةُ الخرساءُ ومدافعُ الدمِ الغبيَّةُ

أنتم القنبلةُ الذريَّةُ/ أنتم النابلم/ والكبريتُ والديناميت

والكيميائي  والبيولوجي والعنقودي والجرثومي

أواهٍ يا مدني.