الحدث الثقافي
ليونارد كوهين، (21 سبتمبر 1934 - 7 نوفمبر 2016)، شاعر ومطرب وكاتب غنائي وروائي. نشر ديوانه الأول في كندا عام 1956، وروايته الأولى في عام 1936، وله عشر دوواين مطبوعة وروايتان هما: "اللعبة المفضلة" والتي تحولت إلى فيلم بنفس العنوان في كندا عام 2003 ، و "الخاسرون الرائعون". استطاع ليونارد كوهين، وهو يهودي كندي، أن يحول كل ما يصدر عنه من أعمال غنائية إلى تحف أدبية متميزة وفريدة من نوعها، ذلك أن مواضيعه كانت تركز على استكشاف الدين والحياة الجنسية والعلاقات الشخصية وفكرة العزلة.
والدة كوهين مهاجرة من لثوانيا بينما ينتمي أجداده من جهة أبيه إلى بولندا. شارك كوهين مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب 1973، وعندما سئل عن رأيه في الحرب ومع أي الطرفين يقف العرب أم الكيان الصهيوني أجاب "لا أود الحديث عن الحروب أو الأطراف المتنازعة. الإحساس الشخصي شئ، فهو الدماء والإنتماء الذي يشعر به الشخص مع جذوره وأصله. أما العسكرية التي أمارسها كشخص وككاتب فهي شئ آخر ، لاأرغب في الحديث عن الحرب."
تُحاكي القصيدةُ التالية، فكرة الصورة النمطية عن اليهود في الغيتو وفي المعتقلات النازية، وهي التي غالباً ما تتضمن إحالات لإعادةِ إحياء صورة الضحية وتنميطها، ربطا لها بفكرة معاداة اليهود بسبب عرقهم، وإبقاء لفكرة معاداة السامية.
بالنسبة لك، سأكون يهوديَّ الغيتو
وأرقصُ
وأرتدي جوارب بيضاء
فوق أطرافي المعوجة
وأسمِّمُ الآبار في المدينة
بالنسبة لك،
سأكون يهودياً مرتداً
وسأخبرُ الكاهن الإسباني
بعهد الدم
في التلمود
وأين خُبئت عظام الأطفال
بالنسبةِ لك،
سأكون يهودياً مصرفياً
أجلِبُ الخراب لملكِ صيدٍ متباهٍ
وأوصلُه لخط النهاية
بالنسبة لك،
سأكون يهودياً من برودواي
وأبكي على المسارح
لأجلِ أمي
وأبيع سلعاً بالمقايضة
من تحت المنصة
بالنسبة لك،
سأكون يهودياً طبيباً
وأبحث في كل حاويات القمامةِ عن قُلفِ القضيبِ
لأعيد خياطتها من جديد
بالنسبة لك،
سأكون يهودياً من داكاو*
أستلقي في الجير
بأطرافي المعوجة
وآلامي المفرطة
التي لا يستوعبها عقل
*داكاو: أو داخاو يعد أول معسكر من معسكرات الاعتقال النازية وأحد أشهرها، أنشئ في 22 آذار 1933 بعد أسابيع قليلة من وصول هتلر إلى السلطة.