الأحد  22 كانون الأول 2024

الذكرى التاسعة عشر لعملية عيون الحرامية

2021-03-03 10:16:34 AM
 الذكرى التاسعة عشر لعملية عيون الحرامية
ثائر حماد

شخصيات وأحداث

"صليت الفجر ثم ارتديت البزة العسكرية، ووضعت في جيبها نسخة من المصحف الشريف، وأخذت بندقيتي M1 الأمريكية و350 رصاصة قبل أن أخرج لأحد المصيرين إما شهيدا وإما أسيرا لكني عدت لمنزلي بعد أن قتلت قنصا 11 جنديا إسرائيليا وأصبت 9 آخرين"، كلمات اختصر فيها قناص فلسطيني أنجح عملية قنص نفذت في فلسطين ضد جيش الاحتلال.

يوم الثالث من آذار عام 2002 نفذ القناص الفلسطيني ثائر حماد البالغ من العمر 22 عاما آنذاك، عملية على أحد الحواجز العسكرية المنصوبة في وادي عيون الحرامية شمال شرقي رام الله، وتمكن من استهداف 20 جنديا بين شهيدا وجريحا.

بدأ حماد بإطلاق رصاصة واحدة في الهواء، ثم توالت الطلقات، وكانت كل رصاصة بهدف.

استمرت عملية البحث عن منفذ العملية عامين ونصف، واعتقل ثائر فجر 2/10/2004، وسط استهجان من أهالي البلدة من منفذ العملية كونه شابا صغيرا.

وثائر، مولود عام 1980 لأسرة فلسطينية من بلدة سلواد شرق محافظة رام الله، حيث اتجه إلى العمل السياسي أثناء دراسته، وانتمى إلى حركة الفلسطيني فتح.

اعتقله الاحتلال بعد 30 شهراً من تنفيذ العملية، وحكم عليه بالسجن 11 مؤبداً.

وفي تفاصيل العملية روى الأسير ثائر حماد أنه جّمع 1300 دينار أردني واشترى بندقية M1  تعود إلى الحرب العالمية الثانية، وأخذ يتدرب عليها حتى غدا محترفا يصيب الذبابة في رصاصة.

واستطاع حماد أن يطيح بالجنود في 26 رصاصة فقط، ثم انفجرت البارودة وأصبحت قطعا، فلاذ بالفرار، وعاد إلى منزله، لينام، لتبدأ بعدها سلسلة من الاعتقالات لأهالي سلواد.

ومن ضمن التحليلات التي توصل إليها جيش الاحتلال أثناء عملية البحث، أن منفذ العملية رجل كبير السن يمتلك سلاحا من الحرب العالمية الثانية، وتدرب على القنص طيلة الفترة الماضية، وأيضا رجل شيشاني، لأن البارودة التي كانت بحوزة منفذ العملية، استخدمها الشيشان في الحرب.

وكان حماد ضمن قائمة المعتقلين بداية مرحلة البحث، لكن الاحتلال أفرج عنه لأنه لم ينطبق عليه شيء من التحليلات، وعمره الصغير أيضا دفع باتجاه خروجه.

وغنت له سلواد على أثر العملية البطولية: "ودينا واحد قناص على عيون الحرامية، سطحهم بالرصاص والبارودة الأمريكية".