الأحد  22 كانون الأول 2024

ترجمة قصيدة الأم الأصلانية The Aboriginal Mother

بقلم إليزا هاميلتون دنلوب

2021-07-25 10:58:41 AM
ترجمة قصيدة الأم الأصلانية The Aboriginal Mother
إليزا هاميلتون دنلوب

ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى

بدأت إليزا هاميلتون دنلوب في الظهور بشكل واضح ضمن التقاليد الأدبية الأسترالية في منتصف القرن الثامن عشر، وتستخدم قصيدة دنلوب الأكثر شهرة، "الأم الأصلانية"، الأمومة لتقديم نقد مشحون عاطفياً لمذبحة السكان الأصلانيين في ميال كريك Myall Creek  في أستراليا.

نُشرت القصيدة لأول مرة في صحيفة The Australian في 13 ديسمبر 1838، قبل خمسة أيام فقط من إعدام سبعة رجال بتهمة قتل طفل من السكان الأصلانيين، وأدت محاكمة هؤلاء الرجال وإعادة محاكمتهم إلى الكثير من الجدل في ذلك الوقت حول ما إذا كان يجب محاكمة الرجال البيض بتهمة قتل السكان الأصلانيين.

وصلت إليزا هاميلتون دنلوب – وهي شاعرة أيرلندية- إلى سيدني في أوائل عام 1838. وقد تشكل عامها الأول في المستعمرة من خلال العنف الاستعماري على الحدود والمحاكمات العامة، وأحدث نشر "الأم الأصلانية" ضجة كبيرة. كانت قصيدة إليزا مثيرة للجدل لأنها ركزت الانتباه على عنف المستوطنين ضد السكان الأصلانيين.

كانت إليزا شخصية أدبية بارزة في مجموعة من المستوطنين المهتمين بمعاناة السكان الأصلانيين، والذين بذلوا جهودًا مهمة لتسجيل وإحياء ذكرى معاناتهم تحت الاستعمار، وبذلك خاضوا معارك عامة ضد مصالح المستوطنين التي كانت تنبذ أو تنتقص من حقوق السكان الأصلانيين.

تستوحي قصيدة (الأم الأصلانية) أحداثها من حادثة إطلاق النار على حوالي ثلاثين رجلاً وامرأة وطفلاً عزلاً من السكان الأصلانيين، وتفترض نجاة أم وطفلها بينما قتل زوجها وابنها البكر في المذبحة. 

وفيما يلي ترجمة القصيدة:

 

أوه! اصمت - اصمت يا طفلي،

لربما لم أعتنِ بك بعد،

منزلنا في الغابة على مسافة بعيدة،

وتم تحديد نجمة منتصف الليل.

اصمت، الآن - أوسيسمع الرجال

ذوو الوجه الشاحب عويلك الحاد

عندها، بماذا ستفيدُ دموع أمك

أو ضعف حيلتها!

 

أوه، هل يمكن لحضنك الصغير،

أن يشعر بعذاب تلك الأم،

أو هل يمكن لك أن تعرف أكاذيب آبائك

صريعة الفولاذ الإنجليزي؛

سيذبل طبعُك الحاني،

كالسكين في الرمل،

وروح قبيلتي الهالكة،

سوف تختفي من أرضنا.

 

لأجل حياتك الصغيرة، يا عزيزي،

أحلقُ فوق حقل الدم،

وفدى زعيم قبيلتي،

تحديتهم أينما وجدوا؛

لكنهم بخسةٍ قيدوا ذراعي،

التي لا يجوز لها استخدام أي سلاح:

ولم يكن بإمكاني سوى أن أتشبث بمن أحببت،

وأن أجعل قلبي درعًا.

 

رأيت طفلي البكر أعز ما لدي

ملقى بلا رأس عند قدمي،

عباءة من الفرو الصوفي الخشن على صدره البائس،

مبللة من مجرى حياته!

وأنت! انتزعتك من تحت سيفهم،

فمر عليك دون أذى!

لكنه شق حبال التربيط- ومنحنا،

بالصدفة، القدرة على الفرار.

 

لنهرب! يا طفلي - سنذوي!

من دون صديقي - دليلي!

الدم الذي كان مصدر قوتنا يسفك!

وهو ليس بجانبي!

مولاي! أوه!

لا يجب أن يسمع "تون بكرا*" صراخنا أبدا، أبداً:

عصفوري الجبلي الجريء والجليل!

 

ظننتُ أنه لا يمكن أن يموت.

الآن من سيعلمك يا عزيزي،

كيف توازن بين الدرع والرمح،

أو كيف تستخدم ببراعة فأس القتال، أو أن ترمي

قوس الخذوف المرتد، دون خوف؛

أو أن تعبر النهر وهو بكل تدفقه؛

أو أن تمشي في المسارات الجبلية؟

أصداء قلبي المشرد

تردد - الميت، الميت!

 

ولا بد من خرير

يشبه تدفق سيل المحيط:

فالصوت المفارق لا يعود أبدًا،

فلنهلل لوحدتنا في محنتنا:

حتى في منطقة قبيلتنا،

بجانب تياراتنا الصيفية،

ما هي إلا سيمفونية جوفاء -

في أرض الأحلام.

 

أوه فلتصمت - يا عزيزي - فأنا أتحملك

بتعبك وضعفك-

اسمه على شفتيك الرقيقتين،

طفلي، طفلي، لقد رحل!

رحل فوق الحقول الذهبية الواقعة

وراء الغيوم المتدحرجة،

ليجلب شعبه، ليغتال صرخةً

أمام إله المسيحيين.

 

نعم! فوق النجوم التي ترشدنا،

أتى فتاي المذبوح:

ليبين لربهم كيف يقوم الغرباء بالتدمير غدراً.

ليخبره كيف تكوم تلك الأيادي التي تعهدت بالصداقة

جحور القتل عاليةً؛

ليخبره، ليخبره عن التلال الكئيبة!

 

 

*تون بكرا هو اسم زوج المرأة الأصلانية