الأحد  22 كانون الأول 2024

صدور كتاب "معنى إسرائيل" للمؤرخ اليهودي يعقوب رابكن

2021-11-01 08:59:09 AM
صدور كتاب
غلاف كتاب "معنى إسرائيل"

الحدث الثقافي

صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) كتاب "معنى إسرائيل" للكاتب والمؤرخ اليهودي، يعقوب م. رابكن، ترجمه وقدمه الناقد والكاتب الفلسطيني حسن خضر.

وبحسب رابكن: "أغلب الخلاصات السياسية في هذا الكتاب، "تنتمي إلى نقد ظاهرة التوسع الكولونيالي الغربي، والرؤى الأيديولوجية والسياسية لحركات التحرر القومي في المستعمرات، التي خفت حدتها في العقود القليلة الماضية، في ظل الموجة الصاعدة لليمين القومي والديني في العالم على جناح العولمة، والليبرالية الجديدة".

وبيّن رابكن في كتابه أن الدولة الإسرائيلية، جزء من ظاهرة التوسع الكولونيالي الغربي والصهيونية جزء من ظاهرة القوميات الرومانسية الأوروبية، ومشروعها في فلسطين استعمار أوروبي في الجوهر، وحل الصراع في فلسطين وعليها لا يتأتى دون مشروع لنزع الاستعمار في هذا الجزء من آسيا الغربية، ناهيك عن الإقرار بحقيقة أن الدولة الإسرائيلية لا تمثل تتويجا للتاريخ اليهودي، بالضرورة، وقد أصبحت كما يقول مصدر تهديد لا للفلسطينيين وجيرانها فحسب، ولكن لسلام العالم أيضا.

ويستمد هذا الكتاب الذي يقع في 294 صفحة موزعة على تسعة فصول، أهميته من كونه يمثل مرافعة نقدية ضد الصهيونية و"إسرائيل" من وجهة نظر دينية يهودية، الأمر الذي يحتاج إلى توضيح، لأن تعبيرات من نوع اليهود واليهودية غالبا ما تكون ضحية صور نمطية خاطئة، إذ أن اليهود لا يمثلون جماعة واحدة موحدة بالمعنى الإثني والأيديولوجي والديني، ولا اليهودية ديانة تخلو من الانقسامات والخلافات اللاهوتية والفرق المتنافسة، وما يتعامى عن هذه الخصوصيات هو أيديولوجيا العداء للسامية، بحسب مترجم الكتاب حسن خضر.

ووفقا لخضر: "الكاتب تبنى موقف اليهودية الحاخامية، أو الربانية، وهي الصيغة الدينية الوحيدة التي عرفتها الجماعات اليهودية على مدار قرون في كل مكان من العالم، حتى نهاية القرن الثامن عشر، والتي تفككت وتحللت في ثلاث فرق وهي الأرثودوكسية، الإصلاحية، والمحافظة.

ويلفت خضر، في تقديمه للترجمة العربية أن أغلب خلاصات الكتاب السياسية، على قدر كبير من الانسجام مع خلاصات تنتمي إلى نقد ظاهرة التوسع الكولونيالي الغربي، والرؤى الأيديولوجية والسياسية لحركات التحرر القومي في المستعمرات، التي خفت حدتها في العقود القليلة الماضية، في ظل الموجة الصاعدة لليمين القومي والديني في العالم على جناح العولمة، والليبرالية الجديدة.

واعتبر خضر أن الغرض من تلك المحاكاة، القول إن لليهود لغة قومية أيضا ولهم الحق في الوقوف على المساواة مع بقية الحركات القومية الأوروبية في منطقة جغرافية محددة يتمركز فيها اليهود هي نطاق الاستيطان وفي الاعتراف بهم، كجماعة أوروبية ضمن جماعات كثيرة، ذات خصائص ثقافية وطموحات قومية، منوها أن هذه الخلاصة تتناقض من حيث الدوافع والأصول مع أسطورة بعث العبرية كجزء من المشروع الدولاني الصهيوني في فلسطين.

واستند الكاتب في نقده للصهونية إلى فكرة أساسية هي منبتها البروتستانتي، الذي يصعب استباعده في هذا الشأن، مع إمكانية تموضعه في سياق أوسع، إذا نظرنا إلى كينونة مجازية يطلق عليها اليوم اسم الحضارة المسيحية اليهودية.

وخلص الكتاب إلى عدم إمكانية اختزال الصهيونية في مجرد ردة فعل اليهود على الاضطهاد والمواقف اللاسامية، رغم أساسية هذا الأمر في التاريخ اليهودي المعاصر، ذلك من خلال دمج مأساة القرن العشرين في لاهوت تطور على مدار قرون من التاريخ اليهودي.