الحدث الثقافي
اختتمت أمس مؤسسة الدراسات الفلسطينية فعاليات مؤتمر مراجعة الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي عقدته بالشراكة مع العديد من مراكز الأبحاث في فلسطين والمنطقة وفي أوروبا وأميركا الشمالية، في جامعة بيرزيت.
وكانت الجلسة الأولى التي أدارها مجدي المالكي حول "الاستعمار والاستعمار الاستيطاني 1" حيث نوقش فيها ازدواجية اللغة خلال الانتداب وكيفية تعامل مسؤولي الانتداب مع العربية والعبرية وكيف يمكن للغة المستخدمة كشف المواقف البريطانية تجاه شعب فلسطين، بالإضافة لأعمال الإغاثة الصهيونية في فلسطين، والتي تعود إلى فترة سابقة من الحرب العالمية الأولى عندما قدمت مساعدات إغاثية إلى سكان الساحل الذين عانوا جراء المجاعة خلال الحصار البريطاني، وأخيرا تناولت الجلسة العلاقة بين الاستعمار واستملاك الأراضي والترحيل.
وتحدث فيها كل من الباحثين: بيترو ستيفانيني الذي تطرق إلى العمل الإغاثي الصهيوني في فلسطين الانتدابية، ومارتن بنتون وتناول السياسات البريطانية في مجال الأراضي، وكذلك أريج صباغ التي تطرقت إلى الاستعمار بواسطة شراء الأراضي: التملك والطرد، والاستبدال، وتيري ريجير الذي تناول استخدام اللغة والموقف البريطانية تجاه العرب واليهود.
وعقدت بالتزامن معها جلسة في مبنى سعيد خوري لدراسات التنمية، بعنوان "الاستعمار والاستعمار الاستيطاني 2" أدارتها مها سلمان، وتناولت قضايا الهجرة والعرق، ومشاريع البنية التحتية ورؤية هرتزل المتغيرة للمدينة الفاضلة، والحكومة المحلية وإدارة شؤون الحكم في نهاية الانتداب.
وشارك فيها كل من الباحثين: جيكوب نوريس، في مداخلة بعنوان :"محركات التنمية في الإمبراطورية: الهجرة والعرق والعمل، وشاري بلونسكي ونيفي مانشانجا حيث تناولا إقامة الممر: مشاريع لبنى التحتية في فلسطين الانتدابية، ومها السمان التي تحدثت عن أثر الانتداب في تحقيق مخطط هرتزل: البعد الحضاري، وأخيرا دلال عريقات التي تناولت تقويض الحكم المحلي والوطني في نهاية الانتداب البريطاني.
وتناولت الجلسة الثانية الانتداب والسجالات حول الذاكرة المعاصرة في ألمانيا، حيث ناقشت مسألة ذاكرة الأيديولوجيا، والنقاشات الألمانية الحالية بشأن الهوية والذاكرة، بالإضافة لاستخدامات معاداة السامية كأداة للتحول الأيديولوجي، والهوية والصدمة، والنسوية وفلسطين.
وتحدث فيها كل من الباحثين: ينس هانسن الذي تطرق إلى خليل السكاكيني وسجالات الذاكرة في ألمانيا، وسارة البلبيسي بمداخلة حول المحرمات والصدمات والهوية: الفلسطينيون في ألمانيا وسويسرا، كذلك أنا يونس وحنا الطاهر اللذان تطرقا إلى فلسطين كقضية نسوية في الأكاديمية الألمانية، وأخيرا سنابل عبد الرحمن التي تحدثت عن الممارسات الأكاديمية: إحالة فلسطين إلى فضاءات الموت.
وعقدت بالتوامن معها جلسة أخرى بعنوان "الانتداب الاستعماري في الحاضر: سياسات حرمان الفلسطينيين واستمرارها"، حيث تناولت الجلسة تاريخ الممارسات الاستعمارية والنضالات ضدها في السياق الحالي: المقاومة ضد المستوطنين، والعقاب الجماعي وسياسات السجون، وعسكرة النقاشات العامة.
وشارك فيها كل من الباحثين: رنا بركات، إيلانا فيلدمان، أمل بشارة، واليخانجرو باز.
واختتم المؤتمر في كلمة رئيسية لشيرين صيقلي، تأملت فيها قراءة وكتابة التاريخ، والصلة بين الشخصي والتاريخي، والروابط المتشابكة بين الماضي والحاضر الحي، حيث كشفت تفحص القراءات المتعددة للسجلات، من العادي إلى الاستثنائي عن طيف زمني يشمل الانتفاضات والمبادرات والحراكات والكوارث، من خلال شرح صورة ورسالة حب، وجواز سفر، وشهادة وفاة، تظهر ممارسات القراءة كتعهدات ومغامرات في مركبة الوقت.