الأحد  22 كانون الأول 2024

الفنون تحتفي بمرور 44 عاماً على تأسيسها بعرض أشيرة

2023-03-20 08:37:29 AM
الفنون تحتفي بمرور 44 عاماً على تأسيسها بعرض أشيرة
عرض أشيرة

تدوين- سوار عبد ربه

في التاسع من آذار احتفلت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية بالذكرى الرابعة والأربعين لتأسيسها، هذه الفرقة التي أدركت مهمتها باكرا في ترسيخ هوية الإبداع ومفاهيم الهوية الحضارية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ. 

يقول مدير أعمال فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية خالد قطامش في لقاء خاص مع تدوين: "نشعر بالفخر أننا إحدى المؤسسات الفلسطينية المبنية بالأساس على التطور بشكل محترف، كمؤدين، كعازفين، وكمغنيين وملحنين، وفي الوقت ذاته استمرينا 44 عاما بجهودنا الذاتية واعتمادنا على دخلنا الذاتي بالأساس، وشراكتنا مع القطاع الاقتصادي الفلسطيني الذي جعلت الفرقة تستمر لهذه المدة بالإنتاجات الفنية، منذ تأسيسها حتى الآن".

وفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية تأسست عام 1979 واهتمت كثيرا بالجانب الحركي بالفلكور الفلسطيني، ثم بدأت تتطور ودخلت في مجال البحث عن الأغاني والألحان الفلوكلورية بالاعتماد على الأشخاص ذوي الفئة العمرية الكبيرة كي لا تخسر الموروث والكنوز الموجودة في ذاكرتهم، لتصبح فيما بعد هذه المادة الموسيقية هي المحور الأساس لإنتجانات الفرقة الفنية على مدار 44 سنة، أنتج خلالهم 16 عملا فنيا، وفي الوقت ذاته تم تلحين أغانٍ ومواضيع جديدة وفقا لمدير أعمال الفرقة.

وفي ذكراها الرابعة والأربعين ارتأت فرقة الفنون الشعبية أن تأخد الجمهور في عرض فني غنائي راقص، يستلهم التاريخ منذ الكنعانيين إلى يومنا هذا، وكذلك الموروث الثقافي والفني إضافة إلى فنون بصرية معاصرة، في توليف حكاية تتمازج فيها أجساد الراقصين بإيقاعات الموسيقى والغناء والصور السينمائية، ذلك على مدار يومين قدمت فيهما آخر إنتاجاتها الفنية، "أشيرة" في قصر رام الله الثقافي، إيمانا منها بما يعكسه العمل للموقع الذي وصلت إليه الفنون بعد 44 عاما.

نصف أسطورة ونصف حكاية

تروي أشيرة حكاية أسطورية كنعانية تقوم فيها الفتاة "أشيرة"، لمنح قصفة من شجرة رمان لأهل بلدتها ليزرعوها في الحقول، ولأنها لم تأخذ إذن الأقدار في ذلك تتم معاقبتها بإرسالها إلى العالم السفلي، وهناك تعذب كي تنسى بلدتها وبيوتها وحقولها ومن حدث تلو آخر تدمر البلدة وتقتلع أشجارها ويهجر أهلها، وتأخذ أشيرة بالبحث في الغربة عن رمانتها التي أخذها الفيضان بعيدا محاولة الفكاك من أسرها ويحاول الناس العودة، ينهضون حينا ويتعثرون أحيانا.

وفي لقاء خاص مع تدوين أوضح كاتب العمل وسيم الكردي أن "أشيرة مبنية على جزء من حكاية موجودة في التراث الكنعاني، بالإضافة لتغيير عليها من خلال إعادة دمجها مع حكايات بابلية وإغريقية لتصنع الحبكة الجديدة للعمل الذي يحكي قصة فتاة كانت تحيا في مدينة، وما حدث فيها من دمار وقلع للأشجار وتدمير للبيوت، بالإضافة لمحاولة ساكنيها النهوض في فترة، والاستكانة في فترة أخرى، مرورا بمراحل العجز والاستسلام".

ويمكن اختزال المراحل السابقة التي تعيشها أشيرة في النص المحكي على ألسنة عدد من الشخصيات: "أشيرة، العاصفة يقولون أنها أتت في هذا اليوم الذي كنت أخشى إتيانه، أنا أشيرة التي لم تستطع أن تفعل شيئا لترد العاصفة، لم يكن السعي كافيا، ركضت وجرجرت قدمي، فتحت ذراعي، ذرفت دموعا، بكيت بحرقة، لم ينفع البكاء، ولم تنفع الدموع: لم يمنحوا دعائي آذانا".

وأضاف الكردي لتدوين: "تنتهي القصة باتصال هاتفي تتلقاه أشيرة، يخبرها بأنها إذا أرادت أن تجد شجرة الرمان أو الفرع الخاص فيها لا تبحث بعيدا، عليها العودة والبحث حيث كانت".

ومن ناحية الكتابة أوضح كاتب العمل وسيم الكردي، أن العمل عبارة عن أشكال من الكولاج المختلفة المتنوعة، إذ يوجد كولاج بالكلام، من ناحية الخلط بين الفصحى والعامية، إضافة إلى الكلام الذي يبدو كلاسيكيا وآخر يومي، وفي هذا نوع من الدمج بين أشكال كلامية ولغوية مختلفة.

والكولاج هو نوع من أنواع الفنون الذي يعتمد على قص ولصق عدة خامات مختلفة معا في عمل فني واحد.

كما يوجد أشكال مختلفة من الأنغام الموسيقية المتنوعة بين الكلاسيكية، الفلوكلورية، والحديثة، أيضا في الرقص يوجد دمج ما بين الفلوكلوري، الإيقاعي والحركي، بالإضافة للأشكال المختلفة في العرض بين ما يدور على خشبة المسرح وما يعرض على الشاشة خلف الراقصين.

محاولة للارتقاء بالفنون إلى مكان آخر

يقول كاتب العمل إن أشيرة هو محاولة لخلق هذه الحواريات المختلفة بين مكونات متنوعة وأحيانا تبدو متضاربة، والقصة هي إعادة حبك لمجموعة من المكونات والقصص المختلفة لإنتاج قصة أشيرة، ما يعطي العمل إضافة نوعية".

ويشير الكردي إلى أن شكل الكتابة، نوع الأغاني، طريقة كتابة الكلمات، نوع التعبيرات، الرمزية، والصور الموجودة في الكلام هي محاولة للذهاب بعيدا في التجربة، منوها أن تجربة أشيرة كانت تحدي جديد لأنها محاولة للارتقاء بالفنون لمكان آخر ومختلف في كثير من الأماكن، دون تجاهل حصيلة سنوات عمل الفرقة السابقة.