الخميس  21 تشرين الثاني 2024

"هندسة الاحتلال" ماذا يقول الباحث عليان الهندي في كتابه؟

2023-06-14 09:57:34 AM
كتاب هندسة الاحتلال

تدوين- تغطيات

يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية عليان الهندي إنه في حرب عام 1967 الدول العربية لم تضع "إسرائيل" على جدول أعمالها وبالتالي كانت الهزيمة مستحقة للجيوش العربية؛ لأنها لم تحدد التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية من "إسرائيل" ومن يقف وراءها".

في كتابه "هندسة الاحتلال- أرشيف حكومة إسرائيل عام 1967"، الصادر عام 2021 عن مركز أبحاث منظمة التحرير، يناقش الهندي في ثمانية فصول ومقدمة وخلاصة محاضر جلسات الحكومات الإسرائيلية قبل العدوان"، ذلك وفقا للإعلامي أحمد زكارنة الذي أدار نقاشا جرى بالأمس في المكتبة الوطنية برام الله، حول الكتاب.

وقال زكارنة "إن الكتاب جاء بهدف استيضاح ما خفي طويلا من سلوك ومواقف وآراء ونقاشات الوزراء الإسرائيليين حينذاك على نحو يكشف عن العقلية الاستعمارية التي أدارت وتدير هذا الكيان المسمى "إسرائيل" تجاه العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص".

من جانبه، قال الباحث عبد الغني سلامة، إن الكتاب يستند إلى الأرشيف الإسرائيلي الذي تم الإفراج عنه بعد خمسين سنة من النكسة، وتناول بشكل رئيسي محاضر الجلسات للحكومة الإسرائيلية والمداولات التي تمت بين صناع القرار آنذاك.

وأشار عبد الغني إلى وجود ما يقرب 150 ألف وثيقة تم الإفراج عنها، ورغم ذلك لم تفرج "إسرائيل" عن بعض الوثائق التي صنفتها تحت بند سري جدا والتي تشمل بعض محاضر الجلسات التي عقدت في حزيران عام 1967 وما يتعلق بأسماء الاستخبارات ومزودي المعلومات وكذلك ما يتعلق بملف الأسرى العرب الذين أعدمت "إسرائيل" الآلاف منهم.

وحول أهمية الكتاب قال سلامة إن أهميته تأتي من أهمية الحدث الذي جرى عام 1967، الحرب التي غيرت وجه المنطقة وغيرت مجرى الصراع لعشرات السنين، وتداعياته على الصعيد الفلسطيني والإسرائيلي والعربي.

وأشار الباحث إلى أن المختلف في هذا الكتاب أنه يرتكز على وثائق رسمية صدرت عن الحكومة الإسرائيلية؛ ما يبدد الغموض وينفي المبالغات التي أحاطت فيها، كما يبدد عقلية المؤامرة وتكشف عن الآلية التي كانت تفكر بها العقلية الإسرائيلية وكيف اتخذت قراراتها، إلى جانب أنه يسلط الضوء على حجم التناقضات الكبيرة بينهم.

ويقع الكتاب في ثمانية فصول، يتحدث الأول منها عن الأجواء التي سبقت الحرب، إذ كانت الجبهة الأردنية محتدمة بسبب تصاعد العمليات الفدائية، وارتكاب مجزرة السموع، رغم أن قطاعات الجيش الأردني لم تتحرك ولم تبد أي استعداد للتحرك، في حين كانت الجبهتين السورية والمصرية محتدمتان، ما دفع مصر لتعزيز 20 ألف مقاتل إضافي إضافة ل 60 ألف كانوا موجودين أصلا في سيناء، وفي الجبهة السورية تم تعزيز القوات ب 40 ألف مقاتل؛ ما يعني أنه كان هناك 100 ألف مقاتل عربي كانوا على أهبة الاستعداد لخوض معركة.

ويتحدث الهندي في كتبه عن المداولات التي تمت في الحكومة والتي تكشف أن قرار أخذ الحرب لم يكن بسبب الحجة التي أطلقتها إسرائيل وهي إغلاق مضيق تيران، إنما كانت مستعدة للحرب منذ زمن طويل؛ بهدف استكمال احتلال بقية فلسطين والسيطرة على مرتفعات الجولان وعلى منابع الليطاني وعلى صحراء سيناء، وصولا إلى قناة السويس.

وبحسب سلامة، بيّن الهندي في كتابه أن هذا التوجه الاستراتيجي كان موجودا في الأروقة الإسرائيلية، إلا أن "إسرائيل" كانت تنتظر اللحظة المناسبة، التي ترك قرارها إلى إسحاق رابين.

وفي الفصول التالية يتحدث الهندي عن مداولات الحكومة حول كيفية التصرف مع نتائج الحرب، والمشاريع السياسية المطروحة، وردود الفعل العربية والدولية، وفقا لسلامة.

وعرج سلامة على ما خلص له الكتاب بشأن المشاريع الإسرائيلية التي طرحت حول مستقبل الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ قسمها إلى ثلاثة أقسام، الأول مشروع ألون، الذي قام على خمسة مرتكزات وهي السيطرة الأمنية لإسرائيل"، ضمان التفوق العددي لليهود، السيطرة على أكبر جزء من الأراضي، تهجير أكبر قدر ممكن من السكان (عملية ترانسفير بطيء)، نهر الأردن الحدود الشرقية لإسرائيل، وهو مشروع لم ينفذ لكن كل القرارات الإسرائيلية فيما بعد ترتكز عليه.

أما المشروع الثاني، وفقا لسلامة فكان مشروع ديان الذي ارتكز على عدم اتخاذ أي قرار، وترك الأمور مائعة على السطح، مقابل تثبيت وفرض كل الوقائع على الأرض بالقوة وبالتدريج.

والمشرع الثالث وفقا للباحث كان مشروع بيغن وهو مشروع الحكم الذاتي، رغم أن بيغن كان رافضا للحكم الذاتي إلا أنه أصبح الأب الروحي لهذا التوجه وهو من دخل في مفاوضات كامب ديفيد مع مصر، والتي هدفت إلى تحويل الاحتلال إلى قوة ناعمة غير مرئية والتخلص من العبء الديمغرافي وتحويل المسؤولية القانونية لقوة وكيلة تتولى إدارة شؤون السكان الفلسطينيين دون أن يكون أمامهم أي فرصة للحصول على حقوقهم الوطنية أو أن يتحولوا إلى دولة.

من جهته، قال الكاتب عليان الهندي إن فكرة الكتاب بدأت تتبلور لديه عام 2012 عندما وقعت وثيقة بين يديه حول كيفية طرد سكان غزة عام 1967 من خلال تقليل المياه عليهم، وبدأ البحث وانتظر خمس سنوات لصدور وثائق أخرى وكانت عبارة عن 150 ألف وثيقة بين مكتوبة ومصورة، وأنه تناول منها جلسات الحكومة الإسرائيلية العادية والأمنية والتي كانت عبارة عن 140 جلسة بمعدل 10000 صفحة.

وأشار إلى أن الجلسات بدأت تعقد في اليوم التالي وتناولت مشاريع الحكم الذاتي في إشارة إلى وجود مخططات مسبقة لكيفية التعامل مع الضفة الغربية في حال احتلالها، مضيفا أنه تناول في الكتاب مناقشات الحكومة الإسرائيلية في حينه حول كل ما يتعلق بفلسطين.

لمشاهدة النقاش كاملا: