السبت  18 أيار 2024

مواقد الذكرى.. رواية جديدة لأحمد حرب

2023-06-24 09:24:28 AM
مواقد الذكرى.. رواية جديدة لأحمد حرب
مواقد الذكرى

تدوين- إصدارات 

صدر حديثا عن دار الناشر في رام الله والأهلية في عمان الجزء الأول من رواية "مواقد الذكرى" لأحمد حرب. وتأتي الرواية بغلاف صممه أيمن حرب، ولوحة لنور حرب.

وتعود قصة الرواية إلى حادث إطلاق نار تعرض له شاب عشريني يدعى أيمن سامي على يد أفراد الشرطة الذين كانوا يتعاركون في شوارع رام الله.

وفيما يلي تفاصيل القصة كما كتبها حرب:  

في الثالث من شهر تشرين الأول 1999، قرابة الساعة العاشرة مساءً، كانت إحدى دوريات الشرطة الراجلة تسير متجهة من "الحي القديم" في رام الله إلى مركز المدينة• في الشارع الرئيسي أمام "بوظة بلدنا" كانت سيارة سوبارو متوقفة وفيها وحولها ثلاثة شبان بملابس مدنية يشربون ويصرخون ويتنابزون بالألقاب بطريقة تستفز الذوق العام والأدب أمام جمهور المارة الذين كانت تزدحم بهم جنبات الشارع في تلك الساعة.

تقدم أحد أفراد الشرطة الراجلة إلى الشبان الثلاثة وطلب من أحدهم الذي كان يقف إلى جانب السيارة بأن يعرف على نفسه من خلال بطاقة هويته لافتًا نظره إلى سوء سلوكه في الأماكن العامة.

رفض الشاب إبراز بطاقة هويته للشرطي بدعوى أنه (أي الشاب) وزميلاه من أفراد أحد الأجهزة الأمنية ولا يحق للشرطي أن يسأله مثل ذلك السؤال. قال الشرطي للشاب “مع كل الاحترام للجهاز الأمني الذي تنتمي إليه، أنا الآن شرطي في مهمة وأنت وزملاؤك لستم في أية مهمة تتعلق بواجبكم الرسمي، أنتم في الزي المدني وتتنقلون في سيارة مدنية خارج متطلبات عملكم الرسمي"•

  فما كان من الشاب إلا وضرب الشرطي على وجهه بمسدس سحبه من مكان ما حول خاصرته•

  تعاركا بعنف وتدخل باقي أفراد دورية الشرطة من جهة، وباقي الشباب الذين ادعوا الانتماء إلى الجهاز الأمني الخاص، من جهة أخرى، وسط تهديدات الشاب الذي كان يحمل المسدس بقتل رجل الشرطة الذي أهانه بسؤاله عن هويته، تجمهر المارة وتدخل بعضهم للفصل بين المتعاركين، لم يلاحظ أحد بأن الشاب الذي كان يحمل المسدس يصوب سلاحه لإطلاق النار على الشرطي على بعد مترين منه أو أقل.

أطلق الشاب النار نحو الشرطي دون اعتبار فأصابت شابًا آخر في العشرين من عمره كان للتو قد توقف مصادفة لينضم إلى صف "الحجازين" ويدعى أيمن سامي.

  أصيب "أيمن" بإصابات خطيرة في بطنه ونفدت بعض الرصاصات من ظهره معطبه "النخاع الشوكي".

حمل أيمن إلى المستشفى ولاذ الشبان الثلاثة بالفرار والتجأوا إلى احدى البنايات المجاورة وأفراد دورية الشرطة يلاحقونهم. لم يمر وقت طويل حتى وصلت سيارتان مسلحتان من مكتب المحافظة تابعتان للجهاز الأمني الذي ادعى الشبان الثلاثة انتماءهم إليه واعتقلت الشبان وأفراد دورية الشرطة معًا.

في المستشفى أعلن أن "أيمن" في غيبوبة وإصابته بالغة وفي أحسن الأحوال، إذا قدر له أن يعيش، فسوف يعاني من شلل نصفي طيلة حياته، وهذا بالفعل ما استقرت عليه حالته بعد أن "سلم المستشفى أمره لله وأعاده إلى بيته"•

بعد اتصالات بين مكتب المحافظ ورئيس الجهاز المعني مع ذوي المصاب تم الترتيب "لأخذ عطوة" من عشيرة "أيمن" حضرها من الجانب الرسمي نائب محافظ رام الله والبيرة ورئيس الجهاز الأمني المعني وبعض المرافقين وأكثر من ثلاثمئة شخص من عشيرة المصاب ومعارفه.

وبدون أي ذكر لهوية الجاني وتحميل المسؤولية لأحد، لبس نائب المحافظ "ثوب العطوة" باسم الجاني (حسب اللغة العشائرية) وتم الاتفاق على أن تدفع الحكومة أربعين ألف شيكل "فراش عطوة “حتى اتمام مراسم الصلح.

وإلى هنا كانت القصة التي أشعلت مواقد الذكرى.

عن الكاتب

كاتب وروائي وأكاديمي من مواليد بلدة الظاهرية عام 1951. تخرج من الجامعة الأردنية في العام 1974 بدرجة البكالوريوس في الآداب – الأدب الإنجليزي - وعمل مدرَساً للغة الإنجليزية للمراحل الثانوية في المدارس الحكومية في مدينة الخليل. أكمل دراسته العليا في الجامعات الأمريكية حيث نال درجة الماجستير ودرجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي والمقارن من جامعة أيوا-  أيوا  ستي - وهو عضو في برنامج الكتَاب العالمي (الكتابة الإبداعية) الشهير الذي تشرف عليه تلك الجامعة.

من بين أهم رواياته "اسماعيل"، و"الجانب الآخر لأرض المعاد"، و"بقايا"، و"الصعود إلى المئذنة"، كما أنه معروف في الأوساط الأكاديمية والثقافية بدراساته في النقد والأدب والمنشورة في مجلات متخصصة مرموقة. وهو أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن في جامعة بيرزيت-فلسطين منذ العام 1987.