تدوين- إصدارات
صدر حديثا عن دار التكوين في سوريا الترجمة العربية لكتاب "الخطاب وإنتاج المعرفة" للأمريكي فان دايك، ترجمه أيهم محمود العباد.
يقول عباد إن تحليل الخطاب النقدي شغل منذ مدة ليست بالقصيرة حيزاً مركزياً في خارطة اللسانيات المعاصرة بوصفه وريثاً شرعياً لها وامتداداً لعقود طويلة من الدرس اللغوي الحديث. وتحليل الخطاب النقدي لا يشبه أسلافه المنضوين تحت مظلة اللسانيات كعلمي الدلالة والتداولية في آلية تناول مفردات الخطاب وفحصها وتفكيكها مجهرياً، بل يختلف عنها تنظيراً وتطبيقاً ووظيفة.
يتكئ تحليل الخطاب النقدي على منظومة كفوءة ومتقدمة من المجسات اللغوية التي تشتغل على قراءة الخطاب في ضوء سياقاته الزمانية والمكانية، فهو يشترك مع الطب الجنائي في اقتفاء الأثر بدقة والتقاط الأدلة بمهارة، ما يعني أن الحدث ركن أساس في عملية الكشف عن طبقات الخطاب وأغراضه وشفراته الخفية؛ وهذا ما جعل من تحليل الخطاب النقدي يهيمن على المشهد اللساني الراهن انطلاقاً من حركيته الفائقة وقدرته على تشريح الأفكار المخبوءة ضمن أية لغة كونية.