تدوين- تغطيات
على هامش معرض فلسطين الدولي الثالث عشر للكتاب، أطلقت مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، كتاب "الخزان" للفنانة آية البرغوثي، وهو من فئة القصة الروائية المصوّرة يستلهم شخوصه وسرديته من رواية "رجال في الشمس" للأديب الشهيد غسان كنفاني. وتخلل الإطلاق حوار ثنائي بين الشاعر إيهاب بسيسو والفنان عامر الشوملي.
وفي مداخلته حول الكتاب قال الشاعر إيهاب بسيسو: "نحن أمام حدث ثقافي مهم لجهة تنفيذ رواية تعتبر من كلاسيكيات الأدب الفلسطيني بعد النكبة، أي أنها الرواية التي ما زالت منذ أن أصدرها الشهيد غسان كنفاني عام 1963 حتى هذه اللحظة رواية قابلة للقراءة بكل الأشكال الإبداعية سواء القراءة الحرة أو التأويلية من أجل صناعة أعمال فنية مستوحاة من "رواية رجال في الشمس".
وأضاف: "كتب غسان كنفاني "رجال في الشمس" قبل نحو 60 عاما، تحدث فيها عن تداعيات الحالة الفلسطينية، وما شهده الفلسطيني منذ النكبة وكيف بدأت تتحول هذه الرغبة في البقاء والصمود من فعل يومي إلى فعل قادر على أن يصنع علامة فارقة على صعيد العمل الوطني والحياتي والاقتصادي، من خلال مجموعة من الشباب الذين حاولوا أن يخترقوا الحواجز ليذهبوا إلى العمل في آفاق أخرى كانت يفترض أن تجلب لهم الكثير من السعادة والاستقرار لهم ولعائلاتهم، قبل أن يقعوا في فخ من يحاول استغلال الشعب، ووضعه في الخزان ليطلق غسان كنفاني في روايته الخالدة السؤال الذي ما زلنا نردده يوميا عندما قال أبو الخيزران لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟".
تعتبر رواية غسان كنفاني من الروايات المهمة لفهم طبيعة التحولات في المجتمع الفلسطيني ما بعد النكبة، كغيرها من الروايات والقصص القصيرة التي تعمل على رصد التحولات وآثار النكبة في حياة الفلسطيني اليومية، وفقا لبسيسو.
وبعد 60 عاما من رواية كنفاني، تقدم آية البرغوثي رؤيتها الخاصة في تأويل غسان كنفاني وتأويل الذاكرة والإبداع، وكأنها تعيد إنتاج إبداع جديد مستوحى من رواية غسان كنفاني، وفقا لبسيسو.
تنتمي "الخزان" إلى فئة الرواية المصورة "الكومكس"، وبحسب بسيسو يعتبر هذا الفضاء مهما للتطرق إليه على صعيد الاهتمام بالإبداعات الفنية المختلفة، سواء فيما يتعلق بجانب التاريخ الفلسطيني أو آفاقه الإبداعية.
وفي هذا العمل يرى الشاعر أن البرغوثي التقطت الكثير من المفاصل المهمة في سياق البناء الدرامي والحكائي الذي قام به غسان كنفاني مضيفة إليها رؤيتها الخاصة في تصويره لجهة الكومكس.
من جانبه، عرج الفنان عامر الشوملي على الجوانب الإبداعية للعمل، مشيرا إلى أن البرغوثي اختصرت من خلال كتابها 99 صفحة من كتاب غسان كنفاني، من خلال المزج بين اللغة التي يعرفها ويفهمها الجميع، والصورة التي تعادل ألف كلمة، ليكون المتصفح للكتاب أمام لغة جديدة قريبة من السينما.
واعتبر الشوملي أن البرغوثي في هذا العمل، تحدثت بلغة السينما أكثر من لغة الكومكس بمعناها البسيط، حيث أن المتصفح للكتاب إذا ما استخدم خياله يمكن أن ينسج فيلما.
وواحد من المشاهد المثيرة بالنسبة للفنان كان مشهد الغلاف الذي تساوى بالمنطق مع الأسئلة التي طرحها كنفاني حول الخزان، فالبرغوثي من خلال رسمها لثلاث شخصيات على الغلاف، تضع القارئ داخل الخزان، يناظر أبو الخيزران، ويفكر فيما سيقوم بفعله.
لمتابعة الندوة كاملة: