تدوين- نصوص
أمام شاشة التلفاز... ستحاول أن ترى كل شيء...
من نجا، من يحاول أن ينجو، وكم من خيط أبيض تحرك في السماء
نحو الجهة الأخرى من البلاد.
سيطل أمامك ملثم من صدى حلم وعبرة،
وسيخرج بعده عدو من على وجه الزمن والفكرة،
تلك حكمة الجدات قديما..لا يُطعم الشر الشر إلى الأبد.
أما الصرخة التي ستشق المسافة من مكانها إليك، فستقول الكثير:
سيصبح التاريخ وعاء يملؤه كل من معه حكاية.
أما حكايتنا فاختلطت كثيرا عند التفسير المقتضب،
سيتحول البيت إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ،
وستكون البنت في المدرسة هدفا لقذيفة،
وسيصبح المشفى ملجأ "الإرهابيين"،
سيكون المحاصر محاصرا باللغة وعلى الشاشة!
أمام شاشة التلفاز...ستدمن التفاصيل حد المعرفة،
فهناك من سيخرج من بطولة البلاغة وظلم السياسة،
وسيقف على الأرض جاهزا كما لم يكن من قبل..
سيشرح لك مبدأ التراكمية... وفكرة الحتمية التاريخية..
ولكن بمعانٍ أخرى! وعلى لسان بلغة مبتكرة، لن تراها على الشاشات الكبرى.
سيتحدث من قيامة المظلومين على الظالمين، ومن لحظة تقلب الأرض نفسها عليها!
وسيستيقظ طفل على بلاغته قائلا: لا بأس سنعود إلى البيت غدا أو بعد غد،
فأخيرا خرجنا من بطون أمهاتنا ومن بطن الوحش.