تدوين- يحدث الآن
في الذكرى السنوية الثانية لرحيل رئيس تحرير مجلة الآداب اللبنانية، سماح إدريس، قام الأكاديمي المقيم في غزة حيدر عيد وبمشاركة عازفي جيتار مصريين، بتسجيل أغنية من كلمات الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي وألحان الموسيقار بليغ حمدي، إهداء لروح الأكاديمي الراحل، سماح إدريس، "والذي تفتقده غزة اليوم، ليكتب افتتاحية مجلته عنها، ويضع بين أيدينا رؤيته النقدية الثاقبة التي ميزته عن غيره من المثقفين النقديين، وحتى غير النقديين"، كما قال صاحب فكرة العمل د. حيدر عيد.
كلمات الأغنية المختارة، كانت آخر رسالة أرسلها عضو "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل"، حيدر عيد، لسماح قبل رحيله في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عام 2021.
وعن تزامن ذكرى رحيل إدريس مع الحرب في غزة، قال عيد: "تأتي الذكرى السنوية الثانية لرحيل المناضل العروبي التقدمي، رئيس تحرير مجلة الآداب اللبنانية وأحد مؤسسي حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان، سماح إدريس، في وقت عصيب تمر به القضية الفلسطينية، والعالم العربي بشكل عام، وهو وقت يتفق الكثيرون على أن ما بعده يختلف عما قبله حرفياً ومجازياً. فغزة التي أحبها سماح، وإن لم يزرها، تتعرض لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة".
وعن اختياره لهذه الأغنية، قال د. عيد الذي جمعه وإدريس حبهما لشعر العامية المصرية: "حبي وحبه لشعر العامية المصرية، أشعار أحمد فؤاد نجم، وفؤاد حداد، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودي، حثني على إهدائه هذه الأغنية في ذكرى رحيله الثانية".
سجلت هذه الأغنية في استوديوهات فلسطينية، وهي من أداء حيدر عيد، أما الكلمات فهي للشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، ومن ألحان الموسيقار الكبير بليغ حمدي، أما التوزيع الموسيقي والميكس ماستر فهو لقسم الحاج.
وفيما يلي كلمات الأغنية:
يا عيني عالولد
الواد كما أي عيّل في عيّال ناس البلد
جسمه برضه قليّل زي عيال البلد
يغوى صوت السواقي لما تملى البلد
والقلب أخضر مزهزه لا مكر ولا حسد
زي عيال البلد
ولد سماح سهيل إدريس في بيروت في العام 1961، والدته الكاتبة والمترجمة اللبنانية عايدة مطرجي. حاز شهادة الدكتوراه من جامعة كولومبيا في نيويورك في دراسات الشرق الأوسط في العام 1991، والماجستير من الجامعة الأميركية في بيروت في الأدب العربي، والبكالوريوس من الجامعة نفسها في الاقتصاد. وترأس سماح إدريس هيئة تحرير مجلة الآدب البيروتية الورقيّة التي أسسها والده الروائي والكاتب والمفكر سهيل إدريس، وذلك بدءا من العام 1992 إلى العام 2012، ثم رئيسا لتحريرها بعد أن تحولت إلى مجلة إلكترونية منذ العام 2015.
هو رئيس نادي الساحة الثقافي (2000 ـ 2004)، وعضوٌ مؤسِّسٌ في «حملة مقاطعة داعمي»إسرائيل «في لبنان» منذ العام 2002. له عشرات المقالات في السياسة، والأدب، واللغة، وأدب الأطفال. وترجم عشرات المقالات، و4 كتب (اثنان منها مع أيمن حداد).
وكان يفترض أن ينتهي من إنجاز معجم عربيّ صادر عن دار الآداب قبل وفاته. وله كتب في النقد الأدبي، وأربع روايات للناشئة، وإحدى عشرة قصّة مصوّرة للأطفال.
توفي سماح إدريس في بيروت في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، بعد إصابته بمرض السرطان. وبقي يقاوم المرض، إلى أن تدهورت صحته بشكل متسارع، ليفارق الحياة بعد أشهر من المعاناة. وكانت وصيته قبل وفاته: إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسِنا.