تدوين- يحدث الآن
نظمت المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية، ندوة افتراضية بعنوان "فلسطين: ذاكرة المكان والمعنى.. قراءة تاريخية اجتماعية" تحدث خلالها أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت أباهر السقا، والباحث المقدسي في الدراسات التراثية إبراهيم باجس.
تأتي الندوة دعما للشعب الفلسطيني في محنته الحالية وإسهاما في نشر الوعي بتاريخ فلسطين العربي والإسلامي، وقد انطلقت بكلمة للمسؤولة بمكتبة قطر إخلاص شامية، استعرضت فيها نماذج لأبرز ما تحويه المكتبة التراثية من مجموعات لكتب ومخطوطات وصور ومواد أرشيفية تعد من المصادر الهامة في الاستزادة المعرفية، منوهة بأن جهود المكتبة التراثية تتمثل في إتاحة المصادر والمجموعات الخاصة بتاريخ فلسطين ومكانتها في الحضارة الإسلامية والعربية.
وأشارت إلى أن هذا الدور يبرز في وقت الأزمات مع ما شهدناه خلال أحداث غزة وفلسطين وما تزامنت معه من حملات ممنهجة في تضليل الوعي وإخفاء المعرفة بمصادرها الموضوعية غير المتحيزة.
غزة من أقدم مدن التاريخ
وعرض الدكتور أباهر السقا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت في فلسطين، أثناء مداخلته فصولاً من كتابه الموسوم بـ"غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني (1917-1948)"، وأهم المحطات التاريخية لمدينة غزة، التي تعد من أقدم المدن في التاريخ، حيث إن بعض المؤرخين يقولون إنها المدينة الرابعة التي تم تأسيسها. وأكد أن مدينة غزة لم تكن بائسة أو فقيرة، بل كانت مدينة ثرية بمواردها المتنوعة ومصادرها البنيوية وإرثها التاريخي والمعماري، لكنها سلبت بالتدريج عناصر كينونتها، ومجدها وسبل رفاهيتها ووسائلها.
وأشار السقا إلى أن غزة كان لها حضور مهم في التاريخ الإسلامي، وكانت مقصداً للتجارة، وارتبط اسمها باسم هاشم بن عبد مناف، جد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الذي كان كثير التردد عليها، حيث توفي بها، بالإضافة إلى أن لها حضورا في المخيال الأدبي، فضلاً على أن لها حضوراً في كتابات الرحالة، وأهمهم ابن بطوطة والشريف الإدريسي، حيث وصفوا عمارتها بـ(الحسنة).
وقال أباهر، إن من المآسي التي تلقتها المدينة، تدمير متحف في منطقة السودانية (شمال غزة)، مؤكداً أن أفضل شيء ينبغي القيام به عقب انتهاء الحرب هو جمع التاريخ الشفوي، وإعادة بناء الأرشيف.
خرائط المكتبة
وقدمت شامية بعضا من نماذج الخرائط التي تحويها المكتبة، من بينها خريطة ترجع لأوائل القرن الـ16 الميلادي، وتعتبر من أندر الخرائط التي صورت الأرض المقدسة، إذ رسمت وفقا لتصور بطليموس الجغرافي للأرض التي قسمها إلى 7 أقاليم، هذه الخريطة باللاتينية حيث تظهر تصورا أفقيا لفلسطين وبعض أسماء المدن الفلسطينية وهي ضمن الأراضي المحتلة حاليا مثل الجليل وبحيرة طبريا وصفد، فضلا عن خريطة أخرى ترجع للقرن الـ17 الميلادي.
وتحدثت شامية عن أبرز مدونات الرحالة الذين تناولوا فلسطين، كما ساقت مجموعة من الصور في المكتبة التراثية الخاصة بفلسطين، تعكس اهتمام المصورين الغربيين خلال القرنين الـ19 والعشرين الميلاديين في تجربة اكتشاف التصوير الفوتوغرافي واهتمامهم بمحيط الأرض المقدسة التي نقلت معالم الأرض وسكانها الأصليين، رغم تقنيات إنتاجها التي تأتي ضمن سياق التوسع الاستعماري الأوروبي في المنطقة العربية.
ومن الصور المتفردة عرضت شامية صورة التقطت لمدينة القدس بفلسطين عام 1839 التي تزامنت مع بداية اختراع التصوير.
وأشارت إلى أن المكتبة التراثية تمتلك مجموعة هامة ومتميزة من الوثائق ذات صلة وثيقة بالتاريخ الفلسطيني التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة.
من جهته، عرض الدكتور أباهر السقا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت بفلسطين، أثناء مداخلته فصولا من كتابه الموسوم بـ "غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني (1917-1948)"، وأهم المحطات التاريخية لمدينة غزة ا
وأكد أن مدينة غزة لم تكن بائسة أو فقيرة، بل كانت ثرية بمواردها المتنوعة ومصادرها البنيوية وإرثها التاريخي والمعماري، لكنها سلبت بالتدريج عناصر كينونتها ومجدها وسبل رفاهيتها ووسائلها.
وأشار السقا إلى أن غزة كان لها حضور مهم في التاريخ الإسلامي، وكانت مقصدا للتجارة وارتبط اسمها باسم هاشم بن عبد مناف، جد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان كثير التردد عليها، حيث توفي بها، بالإضافة إلى أن لها حضورا في المخيال الأدبي، فضلا عن أن لها حضورا في كتابات الرحالة، وأهمهم ابن بطوطة والشريف الإدريسي، حيث وصفوا عمارتها بـ"الحسنة".
وقال السقا إن من المآسي التي تلقتها المدينة تدمير متحف في منطقة السودانية (شمال غزة)، مؤكدا أن أفضل شيء ينبغي القيام به عقب انتهاء الحرب هو جمع التاريخ الشفوي، وإعادة بناء الأرشيف.
أما الباحث المقدسي في الدراسات التراثية إبراهيم باجس، فقد كشف الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي، وعدد الباحث المقدسي عددا من القرى الفلسطينية التي طمس الاحتلال معالمها ويحارب مآثرها.