تدوين- يحدث الآن
افتتحت الفنانة التشكيلية رفيدة سحويل، الخميس، العرض الثاني لمعرض "الجدار غير الأخير" في دير البلح، وسط قطاع غزة، حيث مكان نزوحها، بحضور عدد من الفنانين والمثقفين والأدباء.
وضم المعرض أكثر من 30 لوحة تعكس تفاصيل الحرب الجارية على غزة، والقصف الذي يستهدف المدنيين وقسوة الحياة في الخيمة والنزوح وشح الماء والطعام وآلام الأطفال والنساء في الحرب.
وأوضحت الفنانة التشكيلية رفُيدة سحويل أن معرضها الفني الذي جاء بعنوان "الجدار غير الأخير"هو ليس الجدار مجرد حدٍّ يفصل بين الداخل والخارج، بل هو شاهدٌ دائمٌ على ما لا يُقال وما لا يُنسى. وإنما هو ذاكرة الاسمنت البارد، التي تحمل بصمات من مرّوا وتركوا خلفهم الحلم والخذلان، الخوف والأمل.موضحة أن في غزة، الجدار لا ينتهي عند حجارة تُكدَّس، بل يمتد في الروح، في الأزقة، وفي الصمت الذي يخترقه دويّ القذائف. إنه ليس النهاية، بل هو فصلٌ في حكاية أبدية من الحصار والصمود.وأن كل شقٍ في الجدار هو جرحٌ مفتوح، وكلّ لونٍ فيه محاولةُ للحياة وسط العتمة. الجدران هنا ليست صلبة كما تبدو، بل هشة كالأرواح التي تتكئ عليها. تحكي عن أطفالٍ كانوا يرسمون عليها أحلامهم قبل أن تُطفئها الحرب، وعن نساءٍ يقفن تحتها انتظارًا لخبرٍ يُعيد الحياة إلى قلب ميت.ولذكريات لم تعد الان موجودة في حياتنا لكنها متواجدة في سردية المكان والزمان.وبررت الفنانة إختيارها لساحة مستشفى شهداء الأقصى في ظل تدمير القاعات والمؤسسات الثقافية وأن المستشفى ربما تصنف كمنطقة آمنه هادفة لتحويل كل مكان متاح لمنبر ثقافي فني ليقول نحن باقون.
وأشارت أنه في قلب المعرض، تتقاطع يوميات حرب غزة مع الجدران المهشمة والممتلئة بالذكريات، ليصبح الجدار نفسه مساحة توثيق للدمار والأمل معاً. كل صدع فيه يروي حكاية نزوح أو فقدان، وكل لون يرمز إلى محاولة اختراق الحدود نحو حياة أكثر حرية.
وشددت أن الجدار، مهما ارتفع، ومهما تعرض لانتهاكات ممنهجة لن يكون الأخير.
لأن الفلسطيني، كلما سقط جدارٌ في حياته، بنى داخله فضاءً جديدًا للحياة، للحرية، وللوطن الذي لا يمكن للجدران أن تسجنه و هذا الجدار ليس النهاية؛ إنه مرآة للواقع، ولكنه يحمل في داخله إمكانية الهدم والبناء من جديد، تماماً كما يفعل الفلسطينيون كل يوم في مواجهة الحرب.
وقالت أن في معرض "الجدار غير الأخير"، أقدّم رؤية تنبض بالصمود الفلسطيني في وجه الحصار والدمار. الجدار هنا ليس نهاية، بل بداية حوار بين الذاكرة والجروح المفتوحة، بين الفقد والأمل. كل شقٍ فيه يروي حكاية حياة لم تنطفئ رغم الحرب، وكل لونٍ يحمل محاولة لاختراق الحدود نحو حرية منتظرة.
وأكدت أن هذا المعرض بمثابة أرشيف بصرى للأجيال القادمة للمستقبل والعالم من حولنا يوثق حقبة زمنية عاشها أبناء شعبي ،يوثق الألم لكنه لا يستسلم له؛ بل يحوّله إلى فضاءٍ لإعادة البناء، تماماً كما يعيد الفلسطيني تشكيل حياته كل يوم، رغم كل الجدران. رسالتي هي أن الجدار لن يكون الأخير، لأننا نحمل في داخلنا وطناً لا ينهار.
وأضافت أن الجدار ليس مجرد حجارة صامتة، بل هو ذاكرة شعب يرفض الانكسار. كل شقّ فيه يحمل وجع النزوح، وكل لونٍ يصرخ برغبة في الحياة والحرية ونحن هنا لا نطلب شفقة، بل نطالب بالعدالة. لا نرسم الألم لنحيا فيه، بل لنُعيد تشكيله أملاً وصموداً.
مضيفة أننا نقول للعالم: مهما ارتفعت الجدران، لن تكون النهاية. سنبني فوقها جسوراً للحرية، وسنزرع في شقوقها حياة جديدة. لأننا شعبٌ لا يعرف الاستسلام، ووطنٌ لا تُطفئه الحروب.
وقال يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية أن معرض " الجدار غير الأخير " للتشكيلية رفُيدة سحويل إنجاز يسجل للفنانة التى استطاعت أن تنجز لوحات معرضها في ظل حرب الإبادة التى يتعرض لها شعبنا وان رسالتها الفنية يؤكد على دور اهمية جهود الفنانين والمثقفين الذي يحملون رساله إنسانية للعالم يجسدونها من خلال ريشتهم ولوحاتهم الفنية بأقل الأدوات البسيطة المتوفرة لتقديم المشهد الفني بشكل مختلف أم التحديات والصعوبات اليومية التى يواجهونها في خيام النازحين في ظل حالة الدمار وأن دورهم في توثيق الحياة اليومية المعاشة ومواجهة كافة الظروف حيث قام الاحتلال بقصف المراكز والمؤسسات الثقافية وإستديوهات الفنانين الشخصية وفقدانهم لأعمالهم إضافة لمساكن المواطنين.
وأشاد درويش بجهود الفنانة مباركاً لها إنجازها معرضها الفردي السادس الذي نجحت خلاله بتوثيق الحياة اليومية والصراع الإنساني وتقديم لوحات تجسد حالهم وإننا باقون ما بقي الزعتر والزيتون وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.