الأحد  22 كانون الأول 2024

سعرُ الموت

2014-03-04 00:00:00
سعرُ الموت
صورة ارشيفية

 

من الأدب العالمي

الحدث - ساناز داودزادة فر

ترجمةُ: محمَّد حِلمي الرِّيشة

 

لاَ تظنُّ أَنِّي نِمتُ فِي حضْنِ المَوتِ،

بلْ نامَ الموتُ فِي حِضْني. 

اعتَمدْ علَى تهليلِ عيُوني لكَ!


عندَما تأْتي؛

ظلِّي عَلى كتفَيْكَ.

عندَما تَذهبُ؛

أَظلُّ بلاَ ظلٍّ.


رغمَ الكراهيةِ الَّتي أَشعرُها تجاهَكَ

لاَ أُريدُ الموتَ لكَ؛

أَتمنَّى أَن تصلَ سنَّ الشَّيخوخةِ

يَا موتُ.


لستَ هُنا، ولكنْ 

كلُّ اللَّيالي يدُكَ عَلى كتفِي،

وبينَ أَصابعِكَ سيجارةٌ مُشتعلةٌ.


كلُّ مَا أَكتبُهُ؛ 

يصيرُ سِجنًا أَو مَوتًا

بالأَبجديَّةِ المريضةِ.

لاَ بدَّ أَن نعيشَ الحريَّةَ بلُغةِ الإِشارةِ.


أَنا مُنعَزلةٌ

تريدُ دفنَ

كلَّ الضَّجيجِ فِي هذَا الشَّارعِ العَام بداخلِي

لاَ تأْتِ بالقُربِ منِّي

دَعْ صوتَ أَجنحةِ الفراشَةِ

ليكُونَ مَسموعًا بداخِلي.


الحياةُ هيَ هكذَا

كارثةٌ كبيرةٌ

لاَ أَيّ شيءٍ آخرَ

يمكنُ أَن يكونَ كارثةً.


كبُرتَ عجُوزًا بسُرعةٍ.

لمْ أَكُنْ أنا طفلةً صَالحةً لكَ

فِي عُمرِكَ الشَّيخُوخيِّ.

عارٌ عليَّ.

يجبُ أَن تذهبَ إِلى بَيتِ التَّقاعدِ

يَا حبُّ!


حينَ استَيْقظتُ

وجَدتُ العالمَ قدْ رحلَ

فَبقيتُ وحدِي 

فِي هذَا الفضاءِ الخالِي.


بالأَمسِ؛

فُقِدَتِ المرأَةُ فِي ورُودِ شَادرِها.

اليومَ؛

ظهرَتِ فِي أَزهارِ شجرةِ التُّفَّاحِ.


«الموتُ لِـ ...»

«الحياةُ لِـ ...»

سأَدعُوهما إِلى فنجانِ شايٍ؛

أُريدُ للحياةِ أَن تعيشَ.


بُصِقْنا.

نحنُ نظنُّ أَنَّنا

أُغنيةُ الَّذي اغْتيلَ مُغنِّيها.

لقدْ بُصِقْنا.


لاَ تذمُرٌّ.

الصَّمتُ؛

علامةُ إِشاراتِ 

كلِّ الشَّوارعِ.


أَن أَراكَ؛

هذهِ عَادةٌ.

حينَ لاَ تكونُ هنَا؛

أَراكَ أَكثرَ.


سِعرُ الموتِ

أَكثرُ فائدةً منْ سِعرِ أَشجارِ الزَّيتونِ

حتَّى لوْ نَمتْ شَتلاتُهُ فِي كلِّ العالمِ

فالسَّلامُ لاَ يُمكِنهُ أَن يكونَ.


* شاعرةٌ وفنَّانةٌ تشكيليَّةُ تقيمُ في طهرانَ- إِيرانَ.

** شاعرٌ وباحثٌ ومترجمٌ  فِلسطينَي.