الجمعة  18 تشرين الأول 2024

حفل موسيقي تضامني مع أطفال فلسطين!

2014-04-01 00:00:00
حفل موسيقي تضامني مع أطفال فلسطين!
صورة ارشيفية

"المدى" و"جون ماكلوخلن"

لمحبي الفن والحياة

نسرين عواد.

«وما الموسيقى .. إلا أزيز أبواب الجنة» هذا ما قاله المفكر والمتصوف جلال الدين الرومي قبل  مئات السنين وهذا بالتحديد ما جاء ليؤكد عليه - ليس قولاً وإنما عزفاً، الموسيقي العالمي «جون ماكلوخلن» وفرقة “فورث دايمنشن” من خلال حفل موسيقي تضامني ثان مع أطفال وشعب فلسطين، تحتضنه مؤسسة “المدى للتنمية المجتمعية من خلال الفنون”، وتنظمه في التاسع من نيسان المقبل، في قصر رام الله الثقافي.

عندما سُئل عن سبب تقديمه حفلا تضامنيا للمرة الثانية، رد جون ماكلوخلن قائلاً : “لأولئك الذين يتساءلون عما يدفعني لتقديم هذا العرض؟ أقول هو إيماني الشخصي بأن الشعب الفلسطيني يحتاج الى مزيد من الدعم والتضامن الدولي،  فالوضع كان وما زال سيئاً جداً في فلسطين بل ويزداد سوءاً!

وقد عملنا في السابق “أنا وزوجتي” مع مؤسسة متفانية  في رسالتها وهي: “المدى” للتنمية المجتمعية من خلال الفنون، وكونهم يساعدون من خلال الموسيقى والعلاج بها أطفالا وشبابا وكبارا على التعافي، ولأننا ندرك أنه عالم مليء بالنزاعات، فإنهم يحملون القضية الأكثر إنسانية، فالرسالة ليست سياسية، بل إنها رسالة من أجل العدالة والمساواة والكرامة، ورسالتنا بالتأكيد تنسجم  مع هذه السياسة».

ولأن «المدى» تؤمن أن التنمية لا تُقاس فقط بالدخل القومي، وإنما بنوعية الحياة» يأتي هذا الحفل الموسيقي التضامني الثاني، بعد النجاح الذي حققه الحفل الأول في شباط 2012، ليؤكد من جديد أن الفن والموسيقى ليس ترفاً وإنما فعلا يؤكد أن فلسطين، كل فلسطين نابضة بالحياة.

 وفي تنظيمها لهذا الحفل الموسيقي التضامني الثاني، فإن مؤسسة المدى وبحسب المديرة التنفيذية السيدة ريم عبد الهادي، تؤكد على رسالتها المجتمعية بأن الموسيقى آداة ولغة عالمية عابرة للثقافات واللغات، ومن خلالها تُسلط أنظار العالم صوب قضية أطفال وشعب فلسطين، وأن هذا الحفل ما هو إلا “منبر تضامني” لتوفير دعم مالي ومعنوي لمتابعة البرامج والخدمات المقدمة للأطفال واللاجئين الأقل حظاً في المجتمع، انسجاماً مع شعارنا القائل إن “الاعتراف بتميز الفرد وخصوصيته هو التنمية”.

أما “موسيقى الجاز” التي تعد من أعظم أدوات التعبير الثقافي في القرن الحادي العشرين، ففي أوقات التغيير وعدم اليقين، والتعبير عن كل أشكال الظلم والاضطهاد والقمع والاقصاء، نحتاج  إلى قوة هذه الموسيقى لجمع الناس معاً، ولتعزيز احترام القيم المشتركة.

 ويصنف «جون ماكلوخلن» كعازف جيتار من النخب الأول لموسيقى الجاز في العالم، بدأ مسيرته الفنية من بريطانيا قبل الانتقال إلى نيويورك، حيث سجلّ ألبومه الأول «اكسترابوليشن»، لينضم لاحقاً في العزف مع العديد من فرق الجاز العالمية. 

«الفن من أجل الحياة” جوهر فلسفة تتبناها مؤسسة “المدى للتنمية المجتمعية من خلال الفنون” والتي تأسست  عام 2009، وانشأت أول مركز “للعلاج بالموسيقى” من نوعه في فلسطين، يحمل مفهوماً جديداً في التدخل والإرشاد النفسي والاجتماعي.

كما جسدت هذه الرؤى، في مشاريعها المختلفة كمشروع “من أجل هويتي أغني”، والذي تتقاطع فيه الرؤى مع مؤسسة التعاون، وينفذ مع شباب وصبايا مدارس القدس ليعبروا عن المعاناة التي يعيشونها في مدينتهم بفعل سياسات الاحتلال والاقصاء والاضطهاد المُعاش يومياً، من خلال كتابة وصياغة كلمات اغاني خاصة بهم ومن تأليفهم وتلحينهم.

ولأن جون ماكلوخلن الإنسان يفكر في أعماله الإنسانية قبل الفنية، ولأنه يفهم الفن باعتباره رسالة حياة قد تكون في لحظة بعينها “أزيز أبواب الجنه” على حد تعبير جلال الدين الرومي، كتب يقول في ختام رسالته لأصدقائه ومحبيه: إنها مسؤولية شخصية أن نُظهر دعمنا وتشجيعنا لأولئك الذين يعملون بلا كلل أو ملل لتقديم الدعم والمساعدة للأطفال والكبار للتغلب على آلامهم، ولمنحهم فرصة أخرى للعيش بحرية وإبداع.. لمحبي الفن والحياة، وجودكم ودعمكم قد يفرح بيتا أو طفلا.