بقلم: أوس شاهين
في استعاراتنا اليومية
لما ألفنا من طبيعيّة الموقف،
واحتماليات المكان غير
المحتومتة الطري بالندى،
كم كان كذبا أن نقول
أننا أنفسنا فحسب
والنفس تعج بصغيرات
ما ورّثها المكان لحظة
ولادتهما معا،
دونما ان يهتف عابر ما:
"فلنقف هنا قليلا
فلندع حيزا للرجوع
من العلو الشاهق هذا المساء"
كأن المسافة فقدت معناها الأخير
والقمة صارت قعر هاوية.
لست البارحة نفسي الآن -
للفراغ عبقريته الخاصة
وللفوضى جمالها العبثي،
وساعة السكون قلما سكن
فيها صدى كل ما وقع
وكأن كلّا حدث في آن،
وكلّا لم يحدث أبدا.
في الصحو انسلاخ للسيرورة
عن كل ما سبق،
وماهية الانسان تحكم وقتا
بأن يدرك قبح ما صنع.
غاية التاريخ أن يتجاوز
نفسه، فيا حبذا لو أنقذ
التاريخ كل من فعل؟
لست وحدي قادرا -
كبرى الأفكار تزول بمجرد
ممارسة رتابة حياتنا اليومية،
وتطلعات عن الحياة والماورائيات
بسرب من المتناقضات ورأي
بمختصر غير مفيد لجمهور عريض
استومى عليه الورع وما أدرى الومى،
وأخبار تأتي من كل جنب
لمشاهد رصين يمشي الهوينى
حذار من مجهول ظلامي عتيد
والعروبة تمخر في عرض المدينة
صحراء، كل هذا ألم يكن إلا من قدير؟