الإثنين  23 كانون الأول 2024

مقص الرقيب في معرض الكويت الدولي للكتاب يستبعد ديوان "عرّاب الريح" للعطاري

2014-11-23 10:26:01 AM
مقص الرقيب في معرض الكويت الدولي للكتاب يستبعد ديوان
صورة ارشيفية


الحدث - موفق عميرة

إستبعدت دائرة الرقابة على المطبوعات في دولة الكويت الشقيق، ديوان "عرّاب الريح" للشاعر عبد السلام العطاري بأن يكون في المكتبات للعام 2013، وحرمته من المشاركة في معرض الكويت الدولي الـ39 للكتاب هذا العام( 2014) الذي انطلقت فعالياته بتاريخ 19/11/2014 .

ويعود سبب إستبعاد، ديوان "عراب الريح" الصادر عن دار الشروق / في الأردن، حسب إدعاء دائرة الرقابة، بحجج تابوهات الدين والسياسة والجنس على هذه القصائد، وبالتحديد لبعض المقاطع منها، واستبعدت الدائرة ديوان العطاري ضمن قوائم عديدة من الأعمال الأدبية والثقافية.

واستغرب العطاري من جهته، كيف يُقرأ المَعنيّ في دائرة الرقابة على المطبوعات وكيف يفهم الكلام، وكأنه يقرأ على قاعدة (لا تقربوا الصلاة)، متسائلا: كيف يفهم الدين والسياسة والجنس؟ مع العلم أنه أشد فهمًا ووعيّا وإدانة لأي نص إباحي وإلحادي، فثمة فرق بين الحرّية الفكرية والإباحية، وبين الإعتقاد والإلحاد.

أَبِي أبوُ الأَنْبِيَاءِ،
أَنَا ابْنُ الجَارِيَةِ الحُرّةِ
لَمْ أَلْعَبْ بَيْنَ المَوَائِدِ
لَكِنَّنَي أَسْلَمْتُ جِيدِي لِلرُّؤَى
فَكُنْتُ كَمَا شِئتُ.
(عرّاب الريح صفحة 12)
-------
هذه المدينةُ ليست لي
لا الهواءُ المنقوعُ بنفَس الغرباء
هوائي..
لا الإسفلتُ الكالح بالسواد
طريقي...
لا الوردُ المخنوقُ بكفِّ الصّبية
عطري..
لا الشقائقُ لونُ دمي
والأقحوانُ طلقٌ برّيٌّ
على الحواجز يرفع شارتَه
انهزمتَ يا ورد الحقول!
يا شارةَ النّصر
هذا التشهُّد المكسورُ إصبعي
وما ظلّ من يدي في يدي
وفي عينيّ حنظلةُ
الجواب
وعلى ظهرِه كاحلُ التعب
وغبارُ المسافاتِ البعيدة
هذه المدينةُ أسقطَت ورقةَ التوت
قضمَتها دودةُ القزّ
والرّعاةُ تحتَ فيئها
يغمسون وجعَ الحصاد
والنايُ سكسفونُ العصر
يراقصُ ماشيةَ المرج
وأمّي من بعيدٍ تتأرجحُ
تحتملُ غِمرَ القمح
كأنّها تموجُ برقصتِها
على صوتٍ غريب
كأنها ليست أمّي
ولا ذاك الضرعُ فيه حليبي
أنا شتاتُ اللهِ في صحراءِ الغزاة
أجوعُ ولا مائدة تأتيني من السّماء
والطابونُ المرصوف
بحجارةٍ لا تشبه حجارتنا
يعجنُ في قلبي نارَه
أنا الضّالُّ بالغيبِ ما كفرت
ولكن مضغتُ صوتي وصَمَتُّ.
( عرّاب الريح صفحة 70)
-----
حفلةُ ميلاد
في القبْوِ
دُخانُ سجائِرَ لَمْ يَنْضَجْ تَبْغُها
وصوتٌ يَجهشُ بسعالٍ غريب
سعال يَختَرِقُ صدايَ
يتلوّى كأفعوانٍ على صدري
يُباعدُني كلّما تراءى وجهُ أمّي
كلّما كان وجهُها مخبوزاً على راحتيِّ اللهِ
ينشرُ رائحةَ حِنطَتِها،
وأمّي تَغسِلُ حناجِرَنا بزعتَرِها
تُعِدُّ فِراشَنا الشِّتْوِيَّ
ترسُمُ أحلامَنا زهرةَ لَوْزٍ
على وسائِدِنا الصّغيرَةِ
تحرُسُها منْ كوابيسِ الغولِ،
أمّي تقرأ المُعوِّذات سَبعاً
تطوفُ حولَنا سَبعاً
سبْعٌ كأيّامِ الأسبوعِ
لا تستريح بها الأحلام .
مَنْ يُسكِتُ ضجيجَ
الغريبِ لِتُغَنّي أمّي...
مَنْ يَمسَحُ غُبارَهُ عنْ وجهِ السّماءِ
لترسم (تيمائي) بِسَبّابتِها
حَجلةً...
مَنْ يَنـزَعُ جِدارَهُ عَن أحلامِنا
لأقْطِفَ كَرمَ عِنَبي
وانَتبذُهُ لحفلةِ الميلاد.
( عرّاب الريح صفحة 105)
والعطاري الشاعر والكاتب المولود بلدة عرّابة بمحافظة جنين، وأعتقل عدة مرات، وانحاز دائما بفكره وتوجهاته السياسية إلى فقراء شعبه وإلى هؤلاء الذين يرزحون تحت طائلة الفقر والاحتلال، له ديوان سابق بعنوان "دوثان" وقد شاركت إصداراته في كثير من المعارض الإقليمية والدولية. ولحن وغنيت له عدة أغاني بصوت عدد من المطربين منهم الفنانة الناصرية سلام أبو امنة،والتونسي جمال الشابي الذي غنى له قصيدة "تيماء" من ألحان محمد العود.