الأحد  22 كانون الأول 2024

الآن فقط وبعد أن انتهى كل شيء/ بقلم: عصمت منصور

2018-10-24 01:46:26 PM
الآن فقط وبعد أن انتهى كل شيء/ بقلم: عصمت منصور
عصمت منصور

 

الآن فقط وبعد أن انتهى كل شيء.. وبعد أن استغرقت خمس سنوات حتى أتأكد أن السجن حالة أشبه بالطيف والهاجس الخفي (يكون ولا يكون).. أستطيع أن أعلن أنني سأكتب.

سأكتب عن السجن بكل الحقد والخوف والظمأ والجوع لكل شيء والثقل الذي يغلف الروح.. علني أتحرر أخيرا.

سأضع عشرين عاما بكل الوجوه التي قد تبدوا من بعيد بلا ملامح أو "قسمات"، والساعات التي تنسل من بعضها البعض مثل العتمة وكأنها بلا نهاية، والأحلام المؤجلة الموجعة التي تلح على الروح، والذكريات التي تتأرجح مثل نور شمعة واهن بين دفتي كتاب.

أعرف أني سأندم في النهاية لأنني ما إن أضع نقطة النهاية حتى أتيقن أن ما لم يقال أهم وأكبر وأخطر مما قيل.

ولكنها اللعبة، إما أن تلعبها ضمن قوانينها غير العادلة أو أن تبقى على حافة الأشياء والحياة والتجربة، تترقب من بعيد وتتأمل ولا تفعل شيئا.