الحدث صورة ومكان
تقع قرية القُدَيرية الفلسطينية المهجرة على بعد ستة كيلومترات عن مدينة صفد، في جبل الجليل الشرقي، وتشرف القرية على بحيرة طبريا وتبعد كيلو مترا واحدا فقط عن وادي العمود، وهو مسيل ماء دائم تنطلق مياهه من جوار مدينة صفد إلى بحيرة طبريا.
كان وسط القرية مقاما لولي محلي يدعى الشيخ الرومي، مبنيا بالقرب من خرائب قديمة تدل على أن الموقع كان آهلا بالسكان أيام الرومان والصليبيين لما يحتويه من آثار للحجارة الجاهزة ومعاصر للخمر.
هاجمت قوات الهاغاناه التي كانت متورطة في احتلال الجليل الشرقي القديرية يوم 4 أيار /مايو 1948 في سياق عملية يفتاح، وقد أدى الهجوم إلى طرد سكان القرية على يد الوحدات المحتلة، كما أن قائد جيش الإنقاذ العربي فوزي القاوقجي أتى في ذلك الزمن إلى ذكر احتلال القرية، إذا ورد في برقية له في اليوم التالي أن فوج اليرموك الثاني في جيش الإنقاذ دافع عن المنطقة. وكان الهجوم على القرية جزءاً من عملية فرعية هي عملية مطاطي التي صممت من أجل (كنس) الفلسطينيين من رقعة في وادي الأردن.
بعد احتلال القرية؛ أنشأ الاحتلال الإسرائيلي مستوطنة كاحل عام 1980 على أراضي القرية إلى الجنوب الشرقي من موقعها.
واليوم، تتبعثر أنقاض المنازل في أنحاء الموقع الذي غلبت عليه الحشائش والنباتات البرية، ولا يزال الغطاء الأسمنتي لإحدى الآبار باقيا إضافة إلى بعض المباني القديمة، أما أراضي القرية والأراضي المحيطة بها فتستخدم كمرعى لمواشي المستوطنين.
المصدر: كتاب كي لا ننسى